أنا طبيب وسوف أسافر لاستكمال الدراسات العليا بالولايات المتحدة الأمريكية، في بعض الحالات وأنا في غرفة الإسعافات يأتي إلينا مرضى ولكن نفاجأ بورقة في حافظاتهم يطلبون فيه عدم إسعافهم إذا حدث لهم أي حادث وتركهم ليموتوا وقانون الولاية يحتم احترام رغباتهم، علمًا بأنه إذا أجريت لهم الإسعافات يمكن إغاثتهم، فهل عليَّ إسعافهم مهما كانت العواقب أم أمتثل لرغباتهم وقوانين المكان؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
الأصل هو وجوب التداوي عندما يتعين لإنقاذ من موت محقق أو عاهة مُزمِنة، وكل اتفاق على خلاف ذلك فهو باطل ومردود، اللهم إلا إذا ترتب على ذلك أذى يلحق الطبيب فهنا يأخذ حكم المضطر على أن تقدرَ الضرورة بقَدْرِها.
ولا شك أن حالات الإسعاف الطبي في أعقاب الحوادث من هذه الحالات التي يتحتم فيها التداوي ما دامت قد تعينت سبيلًا إلى إنقاذ الحياة وغلب على الظن نفعها، ولهذا فإن الأصل في مسألتك وجوب الإغاثة، وتقدر الضرورة بقدرها، ويعلم أنها على خلاف الأصل، والله تعالى أعلى وأعلم.
