ما حكم عدم المشاركة فى الاستحقاقات السياسية الحالية من انتخابات ومجالس وغيرها؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فإن المشاركة السياسية من مسائل السياسة الشرعية التي تتقرر في ضوء الموازنة بين المصالح والمفاسد، وتختلف فيها الفتوى باختلاف الزمان والمكان والأحوال
وقد صدر قرار المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي بجواز المشاركة في الانتخابات السياسية خارج ديار المسلمين تحقيقا لخير الخيرين، ودفعا لشر الشرين،
فقد جاء في قرار المجمع في دورته التاسعة عشرة المنعقدة بمقر رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة حول المشاركة السياسية ما يلي
- مشاركة المسلم في الانتخابات مع غير المسلمين في البلاد غير الإسلامية من مسائل السياسة الشرعية التي يتقرر الحكم فيها في ضوء الموازنة بين المصالح والمفاسد، والفتوى فيها تختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والأحوال.
- يجوز للمسلم الذي يتمتع بحقوق المواطنة في بلد غير مسلم المشاركة في الانتخابات النيابية ونحوها لغلبة ما تعود به مشاركته من المصالح الراجحة مثل تقديم الصورة الصحيحة عن الإسلام، والدفاع عن قضايا المسلمين في بلده، وتحصيل مكتسبات الأقليات الدينية والدنيوية، وتعزيز دورهم في مواقع التأثير، والتعاون مع أهل الاعتدال والإنصاف لتحقيق التعاون القائم على الحق والعدل، وذلك وفق الضوابط الآتية:
أولاً: أن يقصد المشارك من المسلمين بمشاركته الإسهام في تحصيل مصالح المسلمين، ودرء المفاسد والأضرار عنهم.
ثانياً: أن يغلب على ظن المشاركين من المسلمين أن مشاركتهم تفضي إلى آثار إيجابية، تعود بالفائدة على المسلمين في هذه البلاد؛ من تعزيز مركزهم، وإيصال مطالبهم إلى أصحاب القرار، ومديري دفة الحكم، والحفاظ على مصالحهم الدينية والدنيوية.
ثالثاً: ألا يترتب على مشاركة المسلم في هذه الانتخابات ما يؤدي إلى تفريطه في دينه.
وإذا ظهرت المصلحة في ذلك فلا ينبغي التقاعس عنه، إذا لا سبيل إلى استقرار الجاليات المسلمة في الغرب وتمكينها من المحافظة على حقوقها وتوطين وجودها إلا من خلال القوة السياسية وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب
ولكن لكي يمتهد سبيل إلى مشاركة ناجحة لا بد من الاتفاق على أجندة سياسية، وعلى جهة تطالب بها وتمثل جماعة المسلمين في هذا المعترك حتى لا يفشلوا وتذهب ريحهم، والله تعالى أعلى وأعلم