علاج النفس الأمارة بالسوء

أنا إنسانة عندي نفس ضعيفة وأمارة بالسوء، وأجاهدها قدر استطاعتي، وفي كثيرٍ من الأحيان تغلبني.
وأنا أعمل في عمل يُوقعني في كثيرٍ من الذُّنوب، وذلك بمساعدة نفسي الضعيفة، بحثتُ كثيرًا عن عملٍ آخر ولكن دون جدوى، ولا أستطيع ترك العمل نهائيًّا؛ نظرًا لاحتياجي للراتب.
وأُحب أن أُعلم سيادتكم أن عملي في حدِّ ذاته حلالٌ، ولكن المعاصي فيما يُحيط به من اختلاط وما يترتَّب عليه من شرورٍ.
أتمنى ألا أعصي اللهَ أبدًا، ولا أعرف السَّبيل، دعوتُ اللهَ كثيرًا أن يتوب علي ويرحمني ويرزقني بعمل آخر. فهل عدم استجابة الله لدعائي معناه أن اللهَ غضب علي وأصبح لا يُحبني؟
أرجوك ادعُ لي بالهداية والتوبة، وأرشدني كيف أقتل الشهوات وحب الدُّنيا بداخلي وأسجن نفسي الأمارة بالسوء داخل روحي؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فإن هذا السُّؤال وهذا المعترك الداخليَّ دليلٌ على بقيَّةِ عافيةٍ في النفس والدِّين والحمد لله، فاجتهدي في مدافعة الشَّيطان ووساوسه، واتَّقي اللهَ ما استطعتِ، واستمرِّي في الدُّعاء ولا تستحسري، فإنه يُستجاب للعبد ما لم يستحسر، يقول: دعوتُ ثم دعوتُ فلم يُستجَب لي. فيستحسر وينقطع عن الدُّعاء(1).
واعلمي أن مُدمِنَ القرع للأبواب لابد أن يلج في لحظة من اللحظات، وإيَّاكِ والقنوطَ من رحمة الله ﴿وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾ [الحجر: 56] ولا يزال لسانك رطبًا بذكر الله عز و جل ، فلا شيء أدفع للفتن وأقطع للوساوس وأطرد للشَّيطان من ذِكر الله عز وجل ، وأبشري بفرج قريب وربٍّ رحيم مستجيب. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

_________________

(1) المراد بالاستحسار هنا: أنه ينقطع عن الدعاء.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   10 الوظائف والأعمال, 11 التوبة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend