أنا سيدة أعمل في عمل به اختلاط مع الرجال، ولظروف زوجي المادية لا أستطيع أن أترك العمل، وأيضًا مؤهِّلي الدِّراسي لا يؤهِّلني لأن أعمل في مجال لا يوجد فيه اختلاط. فهل عليَّ إثم؟ أرجوك ادعو الله لي أن يتوب عليَّ وأن أقر في بيتي وأن يوسع رزق زوجي حتى لا أحتاج للنزول من بيتى أصلًا، حتى أبعد عن كلِّ الفتن التي أتعرض لها في الشَّارع وفي العمل. وجزاكم اللهُ خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الأصلَ أن عملَ المرأة مشروعٌ إذا احتاجت إلى هذا العمل أو احتاج المجتمع الـمُسلِم إلى عملها، كالعمل في مجال التَّعليم أو الطبابة للنِّساء ونحوه، شريطةَ أن تبعد في عملها عن الاختلاط غير المشروع مع الرِّجال، وأن تلتزم في خروجها لعملها بعفافها وصيانتها وحجابها ونحوه، واضطرارها إلى العمل في بيئة مختلطة نرجو أن يكون رخصةً بسبب الضَّرورة، على أن تتَّقي الله ما استطاعت.
ونسأل الله جلَّ وعلا أن يجعل لها فرجًا ومخرجًا، وأن يغنيها بحلاله عن حرامه وبفضله عمن سواه، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.