عمل المرأة كطبيبة في بريطانيا في مستشفى مختلط للحاجة

هل يجوز للمرأة أن تعمل طبيبة في مستشفى مختلط؟ هذا مع العلم بأنه لا يوجد مستشفى غير مختلط في بلادنا (بريطانيا)، وكذلك لا تمكن دراسة الطب والتأهل لمعالجة المرضى إلا ويجب على الطالب أو الطالبة فحص الرجال والنساء جميعًا. وهل هناك تناقض بين القول بأنه تنبغي معالجة النساء بالنساء، وبين القول بأنه لا يجوز للمرأة أن تعمل طبيبة، وأن تدرس الطب في مكان مختلط؛ نظرًا لعدم المستشفيات الخاصة للنساء ولعدم كليات الطب الخاصة بالنساء، التي تفحص الطالبات فيها النساء فقط؟ يبدو لي أن الحكم بالمنع يؤدي إلى اضطرار المسلمات إلى الذهاب إلى طبيبات كافرات أو في الغالب أطباء رجال. وبالخُصوص سؤالي يهم طبيبة تريد أن تعمل في بريطانيا، ولذلك تحتاج إلى أن تنجح في امتحانٍ عملي يجب فيه فحص أشخاص يمثلون مرضى (أي: ليسوا مرضى في الحقيقة)، وقد يكونون رجالًا أو نساء (بدون اختيار من الذي يُمتحَن). وجزاكم الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن الاختلاط مما عمَّت به البلوى في هذه الأيام، وعلى المسلم أن يتقي الله فيه ما استطاع، ولكن لا تُعطل المصالح الشرعية الكلية، وإن اعترض طريقها بعض المناكر الجزئية، بل تقام هذه المصالح ويتقي الله في هذه المناكر ما استطاع، فلا نستطيع منع النساء من تعلُّم الطب أو العمل به في ظل هذه الأوضاع، وإنَّما نرشدهن إلى تقوى الله ما استطعن، وأن يجتهدن في تقليل المفاسد ما استطعن، وأن يخترن من التخصصات ومواقع العمل ما يكنَّ معه أرضى لله ما استطعن وما عجزن عنه بعد ذلك أرجو أن يكون عفوًا، والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend