فضيلة الدكتور/ صلاح الصاوي، حفظك الله، عرضت علينا مسألة وتحيرنا في جوابها، وها نحن نرفعها للسادة العلماء من أصحاب الفقه والبصيرة لمعرفة حكم الشرع فيها.
المسألة: امرأة حملت، وهي الآن في شهرها الخامس، وفي متابعتها مع الطبيب اكتشف أن الجنين بدون مخ، وله فقط نصف جمجمة، وهو غير مكتمل الرأس، وذلك يؤدي إلى زيادة الماء في الرحم؛ مما يؤدي إلى إسقاط الحمل بعد ذلك، وثلاث أطباء أجمعوا على أنه سيموت بعد عشر دقائق من ولادته، وأيضًا هم يقولون: لابد من نزوله الآن. فهل تجوِّز شريعتنا إذا كان الحال كذلك إسقاط هذا الجنين؟ أفيدونا أفادكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن الجنين المشوَّه لا يحل إسقاطه إذا لم يكتشف ذلك إلا بعد مضي أربعة أشهر، والتيقن من أنه قد نفخت فيه الروح؛ لأنه وقد وصل لهذه المرحلة فإنه يتمتع بجميع الحقوق التي يتمتع بها الأحياء كافة، وليس من الشرع ولا من العقل أن يعالج الضعيف بقتله، أو المريض بإزهاق روحه، لا يستثنى من ذلك إلا إذا كان في بقائه خطر على حياة أمه، فإنه لا يضحى بالأصل من أجل الفرع، وقد صدر المجمع الفقهي بمكة المكرمة قرارًا بهذا المعنى، أما إذا اكتشف هذا التشوه قبل مرور مائة وعشرين يومًا على الحمل وتأكد بتقرير لجنة طبية من الأطباء المختصين الثقات وبناءًا على الفحوص الفنية بالأجهزة والوسائل المختبرية أن الجنين مشوه تشويهًا خطيرًا غير قابل للعلاج، وأنه إذا بقي وولد في موعده ستكون حياته سيئة وآلامًا عليه وعلى أهله- فعندئذٍ يجوز إسقاطه بناءًا على طلب الوالدين. والله تعالى أعلى وأعلم.