يا شيخ أنا مُصاب بسحر ومُغترِب في أمريكا، كنت في اليمن أقرأ القرآن وأسمع، وأصلي الليل، والآن لا أفعل شيئًا من هذا إلَّا الصلاة المفروضة، والسبب أنني إذا فعلت هذا يُتعبني السحرُ كثيرًا ولا أستطيع أن أشتغل. فبماذا تنصحني؟ هل أنا مذنب أنني أهجر القرآن؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فأسأل الله يا بني أن يمسح عليك بيمنه الشافية، وأن يجمع لك بين الأجر والعافية.
ونصيحتي لك يا بني أن تلتمس العلاجَ من السِّحر عند من يُحسنون المعالجة بالقرآن، من ذوي الديانة والاستقامة، فـ«مَا أَنْزَلَ اللهُ عز وجل دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ»(1). ولا يسعك تجاهل العلاج، ما دامت استدامة الداء تؤدي بك إلى هجر القرآن ونوافل العبادات، وأخشى أن تجرك إلى التفريط في الفرائض عما قريب. والله تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (1/ 413) حديث (3922)، وابن ماجه في كتاب «الطب» باب «ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء» حديث (3438) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وذكره الكناني في «مصباح الزجاجة» (4/ 50) وقال: «هذا إسناد صحيح رجاله ثقات».