أحد الدعاةِ وَضَعَ شعرًا على نمطِ ووزنِ سورةِ «الزلزلةِ»، ونصُّه:
|
|
|
|
.
أرجو إفادتي حول حكم هذا الكلام؟ جزاك الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا حرجَ في الاقتباسِ، وهو أن يُضمِّن الشاعرُ أو الكاتبُ كلامَه شيئًا مِن القرآن أو الحديث، ومِن الأدلة على ذلك ما قاله السيوطيُّ في قوله ﷺ يوم خيبر: «إِ«نَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْـمُنْذَرِينَ!»»(1). قال: «هو مِن أدلةِ جوازِ الاقتباسِ من القرآن»(2). وهي كثيرة لا تُحصَى، ومِن أمثلته في الشعر العربي قول الشيخِ صفيِّ الدِّين الحِلِّيِّ:
|
وقول الآخر:
|
|
فالتضمين والاقتباس والتلميح جائز، إلا أنه يجبُ أن يُصان كلامُ الله- الذي هو القرآن- عن الابتذال. ويحرُم إذا كان فيه شيءٌ مِن الاستهزاء، بل يصلُ بصاحبه إلى الكفرِ، عياذًا بالله!
وبالنسبة لخصوص هذه القصيدة لا أرى مناسبتها؛ لإيغالها في باب الاقتباس، فهي لم تقتصر على اقتباسِ جزءٍ مِن آيةٍ أو حديثٍ، بل وضعت نظمًا كاملًا على غرارِ سورةٍ من سُوَرِ القرآن الكريم، ولا أرى ملاءمة ذلك، وإن كنت أُحسِنُ الظنَّ بقائله، ولكن أرى أن يُصان كلامُ الله عن مِثلِ ذلك. والله تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «المغازي» باب «غزوة خيبر» حديث (4200)، ومسلم في كتاب «الجهاد والسير» باب «غزوة خيبر» حديث (1365)، من حديث أنس رضي الله عنه .
(2) «شرح السيوطي لسنن النسائي» (6/132).
(3) البيت من بحر البسيط.
(4) البيتان لأبي منصور البغدادي من كبار الشافعية وأجلائهم، وهو من بحر الرجز.