هل سورة «الملك» تمنع عذاب القبر؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد وردت آثارٌ في فضل هذه السُّورة وفي كونها سببًا للشَّفاعة لقارئها ومَنْعه من عذاب القبر؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النَّبيِّ ﷺ قال: «إِنَّ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ ثَلَاثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ، وَهِيَ سُورَةُ ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ﴾ [الملك: 1]»»(1).
والمقصود بهذا: أن يقرأها الإنسانُ كلَّ ليلةٍ، وأن يعملَ بما فيها من أحكام، ويُؤمِن بما فيها من أخبارٍ.
وعن عبد الله بن مسعودٍ قال: من قرأ ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ﴾ [الملك: 1] كلَّ ليلةٍ منعه اللهُ بها من عذاب القبر، وكنا في عهد رسول الله ﷺ نُسمِّيها المانعة، وإنها في كتاب الله سورةٌ من قرأ بها في كلِّ ليلةٍ فقد أكثر وأطاب(2).
وبناءً على ذلك فإنه يُرجى لمن آمن بسورة «الملك» وحافظ على قراءتها؛ ابتغاءَ وجه الله، معتبرًا بما فيها من العِبَر والمواعظ، عاملًا بما فيها من أحكامٍ أن تشفعَ له وأن تمنعه من عذاب القبر. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
______________
(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (2/299) حديث (7962)، وأبو داود في كتاب «الصلاة» باب «في عدد الآي» حديث (1400)، والترمذي في كتاب «فضائل القرآن» باب «ما جاء في فضل سورة الملك» حديث (2891)، وابن ماجه في كتاب «الأدب» باب «ثواب القرآن» حديث (3786)، والحاكم في «مستدركه» (1/753) حديث (2075)، وابن حبان في «صحيحه» (3/67) حديث (787)، كلٌّ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، وقال الترمذي: «حديث حسن». وقال الحاكم: «حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه». وذكره ابن حجر في «تلخيص الحبير» (1/233- 234) وقال: « أحمد والأربعة وابن حبان والحاكم من رواية أبي هريرة، وأعله البخاري في التاريخ الكبير بأن عباسًا الجشمي لا يعرف سماعه من أبي هريرة، ولكن ذكره بن حبان في الثقات وله شاهد من حديث ثابت عن أنس رواه الطبراني في الكبير بإسناد صحيح»، وصححه الألباني في «صحيح سنن ابن ماجه» (3053).
(2) أخرجه النسائي في «الكبرى» (6/179) حديث (10547)، والطبراني في «الكبير» (10/142) حديث (10254)، وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (8/232) وعزاه للطبراني وقال: «سنده جيد»، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (7/127) وقال: «رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات»، وحسَّنه الألباني في «صحيح التَّرْغيب والتَّرْهيب» (1475).