هل يجوز كتابة القرآن الكريم بالرسم العروضي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن المصحفَ لا تجوزُ كتابته بغير الرسم العثماني المتفق عليه منذ عهد الصحابة، فقد قال الإمام أحمد رحمه الله: «تحرم مخالفةُ خطِّ مصحف عثمان في ياء أو واو أو ألف أو غير ذلك»(1).
وقال أشهب: «سئل مالك رحمه الله: هل تَكتب المصحف على ما أخذتْه الناسُ من الهجاء؟ فقال: لا؛ إلا على الكَتْبة الأولى»(2).
وقال البيهقي في «شعب الإيمان»: «من كتب مصحفًا فينبغي أن يحافظ على حروف الهجاء التي كتبوا بها تلك المصاحف، ولا يخالفهم فيها، ولا يُغيِّر مما كتبوه شيئًا؛ فإنهم أكثر علمًا، وأصدق قلبًا ولسانًا، وأعظم أمانةً منَّا؛ فلا ينبغي أن نظنَّ بأنفسنا استدراكًا عليهم»(3).
هذا إذا أريد كتابته كاملًا، ويستثنى من ذلك كتابته بالطريقة التي يقرأ بها العميان، فلا حرج في ذلك لموقع الضرورة، ولتمكين هؤلاء من قراءة كتاب الله عز وجل.
أما إذا أريد كتابة أجزاء منه للتعليم أو للاستدلال بها في كتاب أو مجلة أو غير ذلك، فإن الأمر في ذلك واسع، على أن يراعى ضبط ما يُشكِل منها حتى لا يحصُل الخطأُ في قراءتها ونشرها. والله تعالى أعلى وأعلم.
__________________
(1) انظر «مناهل العرفان في علوم القرآن» لمحمد بن بهادر (1/379).
(2) انظر «الإتقان في علوم القرآن» للسيوطي (2/443).
(3) «شعب الإيمان» (2/548).