قراءة القرآن في أقل من ثلاث ليال

هل صحيحٌ أنه لا يجوز خَتْم القرآن في ثلاثة أيَّام؟ كيف وقد قام بعمل ذلك واحدٌ من الصَّحابة، ومنهم من ختمه في يومٍ واحد؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإنه لا ينبغي أن يُختَم القرآن في أقلَّ من ثلاثٍ في الأحوال العاديَّة ليتمكَّن القارئ من التَّدبُّر وإتقان القراءة، وقد روى ابن عمرٍو رضي الله عنه  مرفوعًا: «لَا يَفْقَهُ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ»(1).
أمَّا في الزَّمان الفاضل كرمضان أو المكان الفاضل كالحرم لاسيَّما بالنِّسْبة للوافدين عليه من خارجه- فلا حرج في الاجتهاد في القراءة، مع عدم الإخلال بأحكام التِّلاوة، وعلى هذا يُحمل حالُ السَّلَف الذين كان منهم من يختم القرآن في كلِّ ليلةٍ من ليالي رمضان مَرَّة أو مرتين.
يقول الحافظ ابن رجب: «إنما ورد النَّهْيُ عن قراءة القرآن في أقلَّ من ثلاثٍ على المداومة على ذلك، فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان والأماكن المفضلة كمكَّة لمن دخلها من غير أهلها، فيُستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتنامًا لفضيلة الزَّمان والمكان، وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمَّة، وعليه يدلُّ عمل غيرهم، كما سبق»(2). زادك اللهُ حِرْصًا وتوفيقًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

________________

(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (2/164) حديث (6535)، أبو داود في كتاب «الصلاة» باب «في كم يقرأ القرآن» حديث (1390)، والترمذي في كتاب «القراءات» باب «ما جاء أن القرآن أنزل على سبعة أحرف» حديث (2949)، وابن ماجه في كتاب «إقامة الصلاة والسنة فيها» باب «في كم يستحب يختم القرآن» حديث (1347)، وابن حبان في «صحيحه» (3/35) حديث (785). وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح»، وذكره ابن مفلح في «الآداب الشرعية» (2/281) وقال: «أخرجه أحمد وابن ماجه وأبو داود والترمذي بسند صحيح».

(2) «لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف» لابن رجب الحنبلي ص319، ط: دار ابن كثير- دمشق، بيروت. الطبعة الخامسة 1992م.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 القرآن الكريم وعلومه

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend