فضل سورة يس

ما صحةُ حديث الرسول ﷺ: «سُورَةُ يس لِـمَا قُرِأَتْ لَهُ»؟ وهل للسورة أثرٌ- بإذن الله- في تسهيل وقضاء الحاجات؟ وما هي الأدعية الصحيحة والأحاديث عن رسول الله ﷺ لتسهيل وقضاء الحاجات؟ أرجو الرد الوافي لاحتياجي الشديد لها، أسأل الله لكم واسع الأجر والعطاء والكرم، وجزاكم الله كلَّ الخير وأسعدكم به.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإنَّ ما نُسب إلى النبي ﷺ من قول: «سُورَةُ يس لِـمَا قُرِأَتْ لَهُ»، ويقصدون به أن قراءة هذه السورة يحصل معها قضاءُ الحوائج وتسهيل الأمور التي ينويها القارئ بقراءته- حديث موضوع لا أصل له، فلا تحل نسبتُه إلى النبي ﷺ.
يقول السخاوي: عن هذا الحديث: «لا أصل له بهذا اللفظ»(1).
وقال القاضي زكريا في «حاشية البيضاوي»: موضوع(2).
ومن زعم أن التجربةَ تدلُّ على صحة هذا الحديث يقال له: ما هكذا تصحح الأحاديث، بل لتصحيح الأحاديث قواعد وأصول يعرفها أهل العلم بالحديث، وليست بمجرد الحكايات المروية عن المُجرِّبين، ولأنه قد يصادف حصول هذا الشيء قضاءً وقدرًا، أو يصادف ابتلاءً وامتحانًا للفاعل، فحصول الشيء لا يدلُّ على صحة ما ورد به.
يقول الشوكاني: السنَّة لا تُثبت بمجرد التجربة، وقبول الدعاء لا يدلُّ على أن سبب القبول ثابت عن رسول الله ﷺ، فقد يُجيب اللهُ الدعاء من غير توسل بسنَّة، وهو أرحم الراحمين، وقد تكون الاستجابة استدراجًا(3).
ومن ناحية أخرى فإن كثيرًا ممن تُقضى له الحاجات عند دعائه أو قراءته لمثل ذلك، إنما تُقضى له لأجلِ ما قام بقلبه من الاضطرار والفقر إلى ربه، وصدق اللجوء إليه، لا لأجل ما قرأه من دعاء، أو دعا عنده من قبر أو نحو ذلك.
أما الأدعية فإن الأمرَ فيها واسع، وأيما عبد توجه إلى ربه بحضور قلب وصدق لجءٍ وشدة ضراعةٍ وانكسار- فإن الله لن يُخيِّب رجاءه ولن يردَّ يديه خائبتين، فأكثرِي من الدعاء، وأفضل الدعاء ما اندفعت إليه النفس، وقدمي بين يدي دعائك توبةً صادقة وثناء على الله جل وعلا، وصلاةً وسلامًا على نبيه ﷺ، وكوني موقنة بإجابة الله لدعائك، ثم أبشري بفرج قريب فإن الله أرحم الراحمين، وهو أكرم مَن سُئل وأجزل من أعطَى، وهو أرحم بعباده من الوالدة بولدها. والله تعالى أعلى وأعلم.

________________

(1) «المقاصد الحسنة» ص742.

(2) «كشف الخفا ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس» للعجلوني (2/2215).

(3) «تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين» للشوكاني ص215.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 القرآن الكريم وعلومه

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend