أرجو من فضيلتك تفسير الآية: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ﴾ [الأعراف: 172، 173]. وجزاك الله كلَّ خير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن أهل التفسير في بيان المراد بالإشهاد الوارد في هذه الآية فريقان: فمنهم من يرى أنه إشهاد مقالي حقيقي، وأن الله تعالى لما خلق آدم مسح على ظهره بيمينه، واستخرج من ظهره كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة، ثم كلمهم قبلًا ثم أشهدهم على أنفسهم: ألست بربكم؟ قالوا: بلى. وفي الباب جملة من الآثار تدعم هذا القول.
ومنهم من يرى أن هذا الإشهاد إشهاد حالي، وأن المقصود به هو الفطر على التوحيد، «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ»(1)، أي أن الله فطر عباده جميعًا على التوحيد، وأخرجهم من بطون أمهاتهم مُقرِّين بربوبيته جل في علاه.
وارجعي رعاك الله في تفصيل ذلك إلى «تفسير ابن كثير» أو تفسير «أضواء البيان» للشنقيطي، ففيهما ثراء فيما يتعلق بهذه القضية، زادك الله حِرصًا وتوفيقًا. والله تعالى أعلى وأعلم.
______________
(1) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «تفسير القرآن» باب «لا تبديل لخلق الله» حديث (4775)، ومسلم في كتاب «القدر» باب «معنى كل مولود يولد على الفطرة» حديث (2658) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .