تفسير بقاء سيئات العبد يوم القيامة مع وجود حسنات تُذهبها

كيف يكون للإنسان حسنات يوم القيامة أكثر من السيئات والحسنات أصلًا تُذهب السيئات، يعني لن يكون هناك سيئات؛ لأن الحسنات أكثر، فأذهبت السيئات، فما الردُّ على هذا؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن السيئات التي تُذهبها الحسنات والمشار إليها في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ [هود: 114] هي الصغائر، أو ما تاب منه من غيرها؛ لقوله تعالى: ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا﴾ [النساء: 31] ولقوله ﷺ: «الصَّلَوَاتُ الْـخَمْسُ وَالْـجُمْعَةُ إِلَى الْـجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ»(1)، أما ما لم يتب منه من الكبائر فهو باقٍ في موازين أصحابه، وسيجدونه أثقالًا على عواتقهم يوم القيامة، ثم تنصب الموازين ثم تكون المقاصة، ولا تُظلَم نفسٌ شيئًا(2). والله تعالى أعلى وأعلم.

_________________

(1) أخرجه مسلم في كتاب «الطهارة» باب «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر» حديث (233) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .

(2) قال تعالى: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾ [الأنبياء: 47].

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 القرآن الكريم وعلومه

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend