ماذا عن تفسير آية من سورة الكهف: حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا ۗ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا [الكهف: 86]؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن غروب الشمس أي زوال أشعتها عن ذلك المكان، معناه غيابها عن عين الرائي لها، وإلا فإن الشمس لا تغرب أبدًا، بل لا تزال شارقة غاربة، فهي حين تغرب على قوم تشرق على آخرين؛ لذلك تتعدد المشارق والمغارب، يقول الحافظ ابن كثير: «أي فسلك طريقًا حتى وصل إلى أقصى ما يسلك فيه من الأرض من ناحية المغرب، وهو مغرب الأرض ، أي: رأى الشمس في منظره تغرب في البحر المحيط، وهذا شأن كل من انتهى إلى ساحله يراها كأنها تغرب فيه، وهي لا تفارق الفلك الرابع الذي هي مثبتة فيه لا تفارقه»(1).
ويقول الطبري رحمه الله: «تَغْرُبُ: تزول أشعتها عن ذلك المكان الذي كان يقف عنده ذو القرنين، وهي عين ماء حَارَّة يَعْنِي أَنَّهَا تغْرُب فِي عَيْن مَاء حَارَّة تزول أشعتها عن تلك العين»(2). أعلى وأعلم.
——————————
(1) «تفسير ابن كثير» (3/102).
(2) «تفسير الطبري» (16/11).