تفسير آية: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [المائدة: 82]

أريد أن أعرف تفسير الآية: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾ [المائدة: 82]؟ وماسبب نزولها؟ وهل تتعارض مع الآية: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ [البقرة: 120]؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فهذه الآية الكريمة: ﴿ولَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى﴾ [المائدة: 82]فقد نزلت في النجاشي وأصحابه، أي: في بعض مَن آمن من أهل الكتاب، فقد أخرج ابن أبي حاتم: عن سعيد بن المسيب، وأبي بكر بن عبد الرحمن، وعروة بن الزبير قالوا: بعث رسولُ الله ﷺ عمرَو بن أُميَّة الضمري وكتب معه كتابًا إلى النجاشي، فقدم على النجاشي فقرأ كتاب رسول الله ﷺ ثم دعا جعفر بن أبي طالب والمهاجرين معه، وأرسل إلى الرهبان والقِسِّسين بكر، ثم أمر جعفر بن أبي طالب فقرأ عليهم سورة «مريم»، فآمنوا بالقرآن وفاضت أعينهم من الدمع، فهم الذين أنزل الله فيهم: ﴿وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ﴾ [المائدة: 82] إلى قوله: ﴿فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾  [المائدة: 82- 83](1).
وروى ابن أبي حاتم: عن سعيد بن جُبَير قال: بعث النجاشي ثلاثين رجلًا من خيار أصحابه إلى رسول الله ﷺ، فقرأ عليهم سورة «يس» فبكوا، فنزلت فيهم الآية(2).
وأخرج النَّسائي: عن عبد الله بن الزبير قال: نزلت هذه الآية في النجاشي وأصحابه: ﴿وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ﴾ [المائدة: 83](3).
بهذا يظهر عدم التعارض بين هذه الآية وبين ما جاء في قوله تعالى: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ [البقرة: 120] واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

_________________

(1) أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (4/1185) حديث (6678).

(2)أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (4/1185) حديث (6679).

(3) أخرجه النسائي في «الكبرى» (6/336) حديث (11148).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 القرآن الكريم وعلومه

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend