تحفيظ الأولاد القرآن

حياكم الله وجزاكم الله كل خير، لا أعرف إن كان سؤالي واستشارتي في محلها أم لا، لكني أحببت أن أطلب مساعدتكم في بعض النصائح والإرشادات في كيفية تعليم ابني وتحفيظه للقرآن الكريم، فأنا أعيش في دولة أوربية لا يوجد فيها مراكز لتحفيظ القرآن كما في بعض الدول الإسلامية، وأريد أن أبدأ مع ابني من الآن تحفيظه وتعلميه وتحبيبه في الإسلام وكتاب الله وتعاليمه، ابني لم يكمل ثلاث سنوات، ولله الحمد يحفظ حتى الآن الفاتحة وآية الكرسي وسبعًا من الآيات القصيرة، لكنه كلما كبر أشعر أن تركيزه يقل وأن جعله يجلس لمدة طويلة يصبح أمرًا أصعب من ذي قبل، أحاول أن أطالع وأقرأ وأسأل من عنده تجربة لكي أستفيد من تجاربهم، وأستخدم طرقًا متعددة لتعليمه وتحفيظه، من تشجيع وشراء ما يحب من أكلات وطعام، وأن يسمع لشيوخ مع التكرار المستمر وبأصوات مختلفة، كما أحفزه مثلًا بطريقة غير مباشرة؛ أن أعلم بنت أختي التي تكبره بسنة وهو يجلس ويستمع لكي يسهل عليه السمع واللفظ والطريقة، كما أني أعلم بنتًا في التاسعة من عمرها أيضًا وأتعمد أن يكون أمامه هو لكي يسمع عندما أصحح لها وأنبهها لأخطائها، وأحيانًا أطلب من زوجي يجلس معي لكي يعلمني السورة المراد حفظها وأنا أكرر خلف زوجي مرة واثنتين وأتعمد أن أخطئ لكي يصحح لي زوجي والعكس، أو أني عندما أجده حولي أكرر السورة مع نفسي عدة مرات عديدة وكأني أقرؤها لنفسي من غير أن أطلب منه أن يردد أو يسمع، لكنه طبعًا يسمع ولو من غير تركيز… وغيرها من الطرق، علمًا بأني أشعر أنه يتقبل مني ويحفظ معي أكثر من زوجي؛ فإنه لا يأخذ من أبيه بجدية فلهذا أشعر بمسئولية أكبر من أبيه، لكني أصبحت أجد صعوبة في شدِّه لهذا الأمر، فكرت أن أبدأ معه بالشدة قليلًا وأن أضع له وقتًا محددًا مُعينًا يعلمه هو ليتعوَّد عليه ويعلم أن هذا وقت التحفيظ ولا مفر من هذا الوقت، سيكون صعبًا أولًا لكن إن شاء الله سيتعود، فلا أعلم هل هذه الفكرة جيدة؟ وهل هناك بديلٌ أو أفكار أو اقتراحات ممكن أن أتبعها مع ابني وبنات أختي اللاتي هن في عمر ابني وأصغر؟ جزاكم الله خيرًا، وبارك الله فيكم وفي أوقاتكم، آمين.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا ننصح بالشدة في هذه السن؛ فلا يزال الولد صغيرًا لا ينبغي أن يعامل مثله بشدة، وأحسب أن ما ذكرت من طرق أخرى مناسب إن شاء الله، وثقي أن الله جل وعلا لن يخيب رجاءك ولن يضيع جهدك؛ فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، ولا يخيب قصد من توجه إليه بصدق في عمل صالح، وقد لا ننصح بتعمد الخطأ على سبيل الاحتياط.
ونرجو بالإضافة إلى ما ذكرت من أسباب أن تجتهدي في الدعاء له في خلواتك أن يشرح الله صدره لذلك وأن يجعله من القراء العاملين. ونسأل الله لكما التوفيق، والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 القرآن الكريم وعلومه

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend