العبث بألفاظ القرآن الكريم

شيخي الحبيب، لي سؤال عن موضوعٍ رأيته في أحد المنتديات، ورأيت أنه انتشر في بعض المنتديات، فأريد من حضرتك تعليقًا على هذا الموضوع، وقد قمت بردٍّ على الموضوع، فأريد من حضرتك تعليقًا على هذا الموضوع وعلى ردِّي على الموضوع، وأن تُبيِّن لنا الحكم الشَّرعيَّ في مثل هذا.
قال صاحب الموضوع:
«حوارٌ بين رجل وامرأة فائقة الجمال، مرَّت امرأةٌ فائقة الجمال برجل فقير، بل معدم، فنظر إليها وقلبُه ينفطر شغفًا بجمالها، ثم تقدَّم منها ودار بينهما الحوار الآتي:
الرجل: وزيَّنَّاها للناظرين.
المرأة: وحفظناها من كلِّ شيطان رجيم.
الرجل: بل هي فتنةٌ ولكن أكثرهم لا يعلمون.
المرأة: واتقوا فتنة لا تُصيبَنَّ الذين ظلموا منكم خاصَّة، واعلموا أن اللهَ شديد العقاب.
الرجل: نُريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا.
المرأة: لن تنالوا البرَّ حتى تُنفقوا.
الرجل: وإن كان ذو عُسرة.
المرأة: حتى يُغنِيَهم الله من فضله.
الرجل: والذين لا يجدون ما ينفقون.
المرأة: أولئك عنها مُبعَدون.
عندها احمرَّ وجهُ الرجل غيظًا وقال: ألا لعنة الله على نساء الأرض أجمعين.
فأجابَتْه المرأة: للذَّكر مثل حظ الأنثيين.
عاوز أشوف ردودكم بقى: مين فيهم على حق؟».
وقمت بالرَّدِّ عليه بـ: لا حول ولا قوة إلا بالله، يا جماعة هذا الكلام لا يجوز؛ قال الله تعالى عن القرآن العظيم: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [ص: 29]، فالمقصود من القرآن العظيم أن نتدبَّر آياتِه، لا أن نكتبها ونستعملها في مثل هذه المواضيع بهذه الصورة، غفر الله لنا ولكم.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فلا شكَّ أن مثلَ هذا الحوار من العبث بكتاب الله عز و جل  واستخدام آياته الكريمة في غير ما أُنزلت من أجله، فينبغي الانكفاف عن ذلك والتَّوبة إلى الله منه، وأن نستشعر جلالَ هذا الكتاب المبارك، وأن نُقدِّره قدره وننزِّله منزلته اللائقة به من التَّوقير والإجلال. نسأل الله التَّوبة للجميع.
وقد أحسنتَ فيما ذكرتَ، بارك اللهُ فيك، وأسأله ألا يحرمك أجر هذا الاحتساب على هذا العبث. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 القرآن الكريم وعلومه

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend