الصلاة والسلام على الأنبياء في الصلاة عند ذكرهم في التلاوة

ما حكم الصلاة على الأنبياء في الصلاة إذا قرأ الإمام آيةً تَذْكر أحدَ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؟
وهل التفاعل مع القرآن في الصلاة محصور فيما جاءت به الآثار فقط من سؤال لرحمة واستعاذة من عذاب وتسبيح الله والاستغفار؟ أم يجوز مطلق التفاعل مع القرآن من دون حصر؟ أفيدونا بارك الله فيكم.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فيُندب لمن سمع اسمَ النبي ﷺ أثناء الصلاة أو قرأ آية فيها اسمه ﷺ أن يُصلِّي عليه؛ لعموم قوله ﷺ: «الْبَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ»(1).
ففي «مصنف ابن أبي شيبة»: عن الحسن قال: إذا قال الرجل في الصلاة: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]، فَلْيُصَلِّ عليه(2).
وعن المغيرة قال: قلت لإبراهيم: أسمع الرجل وأنا أصلي يقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ﴾ [الأحزاب: 56] أأصلي عليه؟ قال: نعم إن شئت(3).
وهذا هو ما ذهب إليه الشافعية، ففي «تحفة المحتاج» نقلًا عن صاحب «العباب»: «لو قرأ المصلي آيةً فيها اسم محمد ﷺ نُدب له الصلاة عليه في الأقرب بالضمير: ﷺ، لا: اللهم صل على محمد؛ للاختلاف في إبطال الصلاة بركن قولي، والظاهر أنه لا فرق بين أن يقرأ أو يسمع». اهـ من «تحفة المحتاج»(4).
ويقتضي القياسُ مشروعيةَ الصلاة على بقية الأنبياء في الصلاة أيضًا؛ وذلك لعموم الأمر الوارد في قوله ﷺ: «صَلُّوا عَلَى أَنْبِيَاءِ الله وَرُسُلِهِ؛ فَإِنَّ اللهَ بَعَثَهُمْ كَمَا بَعَثَنِي». رواه عبد الرزاق في «المصنف» وصححه الألباني(5). والله تعالى أعلى وأعلم.

______________

(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (1/201) حديث (1736)، والترمذي في كتاب «الدعوات» باب «قول الرسول ﷺ: رغم أنف رجل» حديث (3546) من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وقال: «حديث حسن صحيح».

(2) أخرجه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (2/26) حديث (6042).

(3) أخرجه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (2/25) حديث (6041).

(4) «تحفة المحتاج» (2/65).

(5) أخرجه عبد الرزاق في «مصنفه» (2/216) حديث (3118) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، وذكره الألباني في «السلسلة الصحيحة» (2963).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 القرآن الكريم وعلومه

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend