الحكمة من ذكر زيد -رضي الله عنه- في القرآن دون بقية الصحابة

نحن نؤمن إيمانًا كاملًا بالقرآن الكريم، كما أنزله الله {#emotions_dlg.azz}. والسُّؤال: لماذا ذُكر اسم سيدنا زيد في القرآن الكريم ولم يُذكر اسم أحدٍ من الصَّحابة، وكذلك لم يُذكر اسم سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ولم يُذكر كذلك اسم مَن كان يُعلِّم سيدنا موسى في سورة «الكهف»، مع علمنا بأنه الخضر؟ وجزاكم الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن لله جلَّ وعلا الحكمة البالغة والحجة البالغة، ﴿لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ﴾ [الأنبياء: 23]، فله أن يذكر مَن شاء من عباده في كتابه كيف شاء، وأفعاله لا تنفكُّ عن حكمته، أدرك ذلك من أدرك، وجهل ذلك من جهل!
لقد ذكر الله مريمَ باسمها، وأنزل فيها سورةً كاملة، ولم يجعل ذلك بالنِّسْبة لخديجة، ومِن الحكمة في ذلك ما وقع من ضلال بعض الأمم في المسيح ابن مريم وأمِّه، فاقتضتِ الحكمة أن يفصل الله جل وعلا القولَ في ذلك تفصيلًا يُقيم الحجة ويقطع الشبهة ويلزم المكابر.
وذكر الله جل وعلا اسمَ زيد رضي الله عنه  في كتابه لارتباط ذلك بإبطال عادة التبنِّي ليستقرَّ هذا الحكم ويتعمَّق هذا المبدأ، ويُصبح لا مجال فيه لعذرِ مُعتذر.
ولم يذكر اسم الخَضِر في كتابه لتحقُّق الحكمة من إيراد هذه القصة بدون ذكر اسمه، فلله أن يذكر من شاء متى شاء، كيف شاء، له الحمد في الأولى وفي الآخرة، وله الحكم وإليه يرجع الأمر كلُّه(1). واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

_________________

قال تعالى: ﴿وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [القصص: 70].

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 القرآن الكريم وعلومه

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend