التغني بالقرآن

ما حكم التغني بالقرآن؟ وهل فيه تشبُّه باليهود؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإنَّ التغنِّي بالقرآن مأمور به شرعًا، فقد جاء في «صحيح البخاري» وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَـمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ»(1). أي يُحسِّن به صوتَه كما جاء في بعض معاني الحديث.
وفي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا أَذِنَ اللهُ لِشَيْءٍ، مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ»(2).
وقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم أبا موسى الأشعري يقرأ القرآن ويتغنَّى به، فقال: «لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ»(3).
ولكن لا يجوز للمؤمن أن يقرأ القرآنَ بألحان الغناء وطريقة المغنيين، بل يجب أن يقرأه كما قرأه سلفنا الصالح من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان، فيقرأه مرتلًا متحزِّنًا متخشعًا حتى يؤثر في القلوب التي تسمعه، وحتى يتأثر هو بذلك. أما أن يقرأه على صِفَة المغنيين وعلى طريقتهم فهذا لا يجوز.
ومن الضوابط المهمة في هذا التقيُّدُ بأحكام التلاوة كما وردت في القراءات المختلفة. والله تعالى أعلى وأعلم.

_______________
(1) أخرجه البخاري في كتاب «التوحيد» باب «قول الله تعالى: {وأسروا قولكم أو اجهروا به}» حديث (7527) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(2) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «التوحيد» باب «قول النبي صلى الله عليه وسلم: الماهر بالقرآن مع الكرام البررة. وزينوا القرآن بأصواتكم» حديث (7544)، ومسلم في كتاب «صلاة المسافرين وقصرها» باب «استحباب تحسين الصوت بالقرآن» حديث (792).
(3) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «فضائل القرآن» باب «حسن الصوت بالقراءة للقرآن» حديث (5048)، ومسلم في كتاب «صلاة المسافرين وقصرها» باب «استحباب تحسين الصوت بالقرآن» حديث (793)، من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.

تاريخ النشر : 18 مايو, 2025
التصنيفات الموضوعية:   01 القرآن الكريم وعلومه

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend