هل جماعة الإخوان المسلمين من الفرق الضالة الثلاثة والسبعين؟

أنا لدي سؤال من ثلاث فقرات عن جماعة الإخوان المسلمين، وأتمنى أن تجيبوني عليها كلها:
أ- ما هو حكم الشرع في جماعة الإخوان المسلمين؟ هل هي من الجماعات الضالة الثلاثة والسبعين التي ستنقسم عليها أمة الإسلام؟
ب- هناك العديد من المشايخ ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين ويعملون في مناصب دعوية، مثل الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس المجلس الأوروبي للبحوث والإفتاء. فكيف ترضون أنتم العلماء الربانيين عن مثل هذا إذا كانت من الجماعات الضالة؟ مع كل احترامي للشيخ القرضاوي.
ج- هل يجوز أن تستفتي شيخًا ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين في الطهارة والصلاة وغيرها من أحكام الشرع إذا كان عالمًا بالفقه؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فليس من سُنَّة المجمع الحديث عن الجماعات والرموز الدعوية، وإنما يصف الحقَّ والباطل، ويترك للمستفتي تحقيقَ المناط في ذلك.
ولا يكون التجمع الدعوي فرقةً من الفِرَق إلا إذا تحزَّب على أصلٍ كليٍّ بدعيٍّ يخالف الأصول الثابتة بالكتاب والسنة والإجماع، أو على بِدَعٍ كثيرة مخترعات، بحيث تغلب على سَعْيه وتطبعه بطابعها.
ولا نعرف ذلك عن جماعة الإخوان المسلمين، بل هي تجمع دعوي انتصب لنصرة الشريعة وإقامة الدولة الإسلامية، فهي لا تُصنَّف في هذه الفرق التي وردت الإشارة إليها في حديث فرق الضلالة وأهل الأهواء(1)، وإن عُرف شيءٌ من ذلك عن فصيل منها في قُطر بعينه أو محلة بعينها فهو بعينه الذي يوصم بذلك ولا يتعدى حكمه إلى غيره، وبعد ذلك فهم بشَرٌ من البشر، لهم ما لسائر البشر من الضعف والقصور والتقصير، فيُقبل منهم صوابهم ويرَدُّ عليهم خطؤهم وينصحون فيه، ويحتفظ لهم ولغيرهم من العاملين لنصرة الدين بالمحبة والنصح وسلامة الصدور.
وأرجو أن تُخرج نفسك من محرقة التصنيف والتبديع التي استغرق فيها فريقٌ من المعاصرين شُغلوا بها عن العمل وفتحوا بها على أنفسهم وعلى أمتهم بابًا مقيتًا إلى الجدل، وكانوا بها شوكة في خاصرة العمل الإسلامي المعاصر.
أسال الله أن يمنَّ عليهم بتوبة صادقة، وأن يردهم إليه ردًّا جميلًا. والله تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) فقد أخرج الترمذي في كتاب «الإيمان» باب «ما جاء في افتراق هذه الأمة» حديث (2641)، والحاكم في «مستدركه» (1/218) حديث (444). من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: «تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً». وقال الترمذي: «حديث حسن»، وذكره العراقي في «تخريج أحاديث الإحياء» (2/885) وقال: «إسناده جيد».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 السياسية الشرعية

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend