فتوى العلماء بالبقاء في اعتصام رابعة رغم أن الأمر كان محسومًا بفضه بالقوة

هل من شجع على بقاء الناس في رابعة حتى ولو من العلماء، يُعتَبر قد شارك في الدم؟ مع العلم أن الأمر كان محسومًا عقلًا بفض الناس، ولا أدري لماذا العلماء ينادون بالبقاء في الميادين مع أن الأمر محسومٌ وواضح من البداية، والصواب الدعوة للحوار والإصلاح والفضِّ وليس للمرابطة في الميادين، والذي كان ينبغي على العلماء سلكُ طريق السلامة والمطالبةُ برجوع الناس إلى منازلهم في أول الأمر، وفي هذا الموقف تحديدًا؛ لأن الأمر جليٌّ، الإخوان يحاربون مصر كلهم فلا أدري العلماء ماذا بهم، والله إن الأمر لعظيم، فتوى العلماء في وادٍ ولا تعالج المشكلة، بل تزيد الفتنة ولا حول ولا قوة إلا بالله! أين البصيرة هذه مواقف العلماء التي لا تخاطب العقلَ، مغيبون والناس كرهتهم.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فأبدأ بأن أشكر لك غَيْرَتك على الدماء وحرمتها، وهي غيرة محمودة.
ومن جانبي لا أدري على وجه التفصيل مواقف أهل الفتوى تحديدًا في الواقع في مصر، ولكن الذي دعونا إليه ونسأل عنه، إنما هو الاحتشاد الذي يدعم موقف المتحاورين، فالتظاهر ليس هدفًا في ذاته، وإنما هو وسيلة لتحسين مواقف المتحاورين، فلم يكن الخلل في الاحتشاد، ولكن لعله كان- والله أعلم- في المغالاة في المطالب، ورفع سقفها إلى حدٍّ يقطع معه المراقب أنه لا سبيل إلى تنفيذه، في ضوء ما احتف بالأزمة من ملابسات ومستجدات، وإن كانت حقًّا في ذاتها.
ومن المعلوم أنه في مواقف الأزمات تقبَّل بأقصى ما يمكن تحقيقه من مطالبك المشروعة، ولا تتصلب في المطالبة بها جميعًا، لاسيما إذا كنت لا تملك شيئًا في عالم الأسباب المادية، وكان الطرف المقابل يملك كل شيء.
ولو تتبعت موقعي وما نشر عليه من فتاوى لوجدتها جميعًا تصبُّ في هذا المجرى، وغفر الله للجميع. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 السياسية الشرعية

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend