جزاكم الله خيرًا شيخنا، أسأل الله العظيم أن ينفعك بما تقول وبما تبلغه من دينه.
شيخنا نرى أشياخًا كُثرًا يأخذون على أيدي المجاهدين جدًّا، ولا أدري لماذا بالرغم من أن هؤلاء المجاهدين يُدافعون عن الأمة ويعلنون براءتهم من المشركين أجمعين، بخلاف أناس قد يداهنون الأنظمة إلى غير ذالك، وأنا عندي إشكال، فلقد كان جميعُ المشايخ يباركون جهاد الشيخ أسامة بن لادن في أفغانستان عندما كان الجهاد ضدَّ الروس، أما عندما تحوَّل الجهاد ضد أمريكا تغيَّر الكلامُ، لماذا؟ أليست أمريكا كالروس، وإن كان هناك من تجاوزات ألا تُغتَفَر هذه التجاوزات أمام ما يقدموه؟ وجزاك الله خيرًا شيخنا الكريم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن من أفضى من هؤلاء إلى ربِّه فقد قدم على ما قدم، وحسابه على الله، ﴿تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [البقرة: 134]، ونحن نرجو الخيرَ لكل مسلم، ونرجو له رحمة الله تعالى وعافيته.
ولكن هذا لا يمنع من بيان الخطأ عند وقوعه، حتى لا نُلدغ من نفس الجُحر مرتين، بل مرات عديدة, وحتى لا يُساق شبابُنا إلى المحارق والمهالك في مواجهات غير متكافئة، لا تزيد القلوب إلا حسرة، ولا تزيد حاضر الدعوة إلا تعقيدًا، ولا تضيف إلى واقع الأمة إلا مزيدًا من الحسرات والفجائع.
والخلاف في هذا كله ليس على مبدأ الجهاد في ذاته، وإنما على الزلل في تحقيق المناطات، أو الخلل في تقدير الحسابات، أو الرعونة في اختيار التوقيتات، أو كل ذلك في أغلب الحالات. والله تعالى أعلى وأعلم.