سؤالي حول هذا التدني في مستوى الحوار الذي يبلغ في بعض الأحيان مبلغ الردح! ويقع فيه للأسف بعض المتدينين، ومنهم نجوم إعلامية وأساتذة جامعات! وحول هذا التعميم في الحكم بحيث يسوي بين المغرر بهم من البسطاء وبين الرموز الفاسدة التي تؤثر عليهم بإعلامها وأموالها وتلبيساتها المجرمة، ويسوي بين من تشابه موقفه مع موقف العلمانيين في بعض القضايا ولكنه عن اجتهاد وتأول، فكيف يجمع هؤلاء جميعًا في سلة واحدة؟ ألا ترى أننا بهذا نعين خصومنا علينا، ونقدم لهم مادة إعلامية جاهزة يحاربوننا بها، فنكون كمن يطلق الرصاص على نفسه؟ أو يعطي خصمه مقذوفًا ناريًّا ليطلقه عليه!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فأول ما نصدر به حديثنا في الإجابة عن هذا السؤال قول الله جل وعلا:{وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83] أي: قولوا لهم قولًا حسنًا، وجاوبوهم بأحسن ما تحبون أن تُجاوَبُوا به، والظاهر أن هذا القول يشمل جميع المخاطبين من المسلمين ومن غير المسلمين لعموم كلمة الناس، وإن القول الحسن يشمل: الحسن في هيئته؛ وفي معناه، ففي هيئته: أن يكون باللطف، واللين، وعدم الغلظة، والشدة. وفي معناه: بأن يكون خيرًا؛ ولا يتضمن فحشًا ولا هجرًا.
ومن تأمل هذه الآية علم أن جميع آداب الدين والدنيا داخلة تحتها، ذلك أن التخاطب بين الناس إما أن يكون في الأمور الدينية أو في الأمور الدنيوية؛ فإن كان في الأمور الدينية فإما أن يكون في الدعوة إلى الإيمان وهو مع الكفار، أو في الدعوة إلى الطاعة وهو مع الفساق:
أما الدعوة إلى الإيمان فلابد وأن تكون بالقول الحسن كما قال تعالى لموسى وهارون:{فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 44]، أمرهما الله تعالى بالرفق مع فرعون مع جلالتهما ونهاية كفر فرعون وتمرده وعتوه على الله تعالى، فالداعية في أي زمان أو مكان ليس بأفضل من موسى وهارون، والفاجر في أي زمان أو مكان لن يكون بأخبث من فرعون، وقد أمرهما الله تعالى باللين معه وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم:{وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ } [آل عمران: 159].
وأما دعوة الفساق فالقول الحسن في ذلك معتبر، وهو بلسم وشفاء، قال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل: 125]، وقال:{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34].
وأما في الأمور الدنيوية فمن المعلوم بالضرورة أنه مهما أمكن التوصل إلى الغرض بالتلطُّف من القول لم يحسن سواه، فما دخل الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه(1). فثبت أن جميع آداب الدين والدنيا داخلةٌ تحت قوله تعالى:{ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83].
فينبغي للإنسان عامة والداعية المسلم خاصةً أن يكون قوله للناس لينًا، ووجهه منبسطًا طلقًا مع البر والفاجر، والسني والمبتدع، من غير مداهنة، ومن غير أن يتكلم معه بكلام يظن أنه يرضي مذهبه.
قال طلحة بن عمر: «قلت لعطاء: إنك رجل يجتمع عندك ناس ذووا أهواء مختلفة، وأنا رجل فيًّ حدَّة، فأقول لهم بعض القول الغليظ، فقال: لا تفعل! يقول الله تعالى: { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83]. فدخل في هذه الآية اليهود والنصارى فكيف بالحنيفي؟!»(2).
ومن حُرِم مداراة الناس فقد حُرِم التوفيق!
ولما كان الإنسانُ لا يسَع الناس بماله؛ فقد كُلِّف بأمر يقدر به على الإحسان إلى كل مخلوق، وهو الإحسان بالقول، فيدخل في ذلك النهي عن الكلام القبيح للناس حتى لغير المسلمين؛ ولهذا قال تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [العنكبوت: 46]، وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّكُمْ لَنْ تَسَعُوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَسَعُهُمْ بَسْطُ الْوَجْهِ وَحُسْنُ الْـخُلُقِ»(3).
ومن الأدب الذي أدب الله به عباده، أن يكون الإنسان عفيفًا في أقواله وأفعاله، غير فاحش ولا بذيء، ولا شاتم، ولا مخاصم، بل يكون حسَنَ الخلق، واسعَ الحلم، مجاملًا لكل أحد، صبورًا على ما يناله من أذى الخلق، امتثالًا لأمر الله، ورجاءً لثوابه، وفي الباب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ الْـمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الْفَاحِشِ وَلَا الْبَذِيءِ»(4).
فالرُّقِي في الخطاب الدعوي أمرٌ تدعمه حقائق الوحي المعصوم قرآنًا وسنة صحيحة، وكل خروج عن هذا فهو خروج عن الجادَّة، ومناقضة لسنن الرشد، وإساءة إلى الدعوة، ومراغمة لمقصود الشارع منها.
ومن المعلوم أن استحياءَ العصاة بالتوبة أحبُّ إلى الله من هلاكهم على الإصرار والعناد، فينبغِي الرِّفقُ في الإنكار عليهم، وتجنُّبُ الاستعلائية في التعامل معهم، ما امتهد سبيلٌ إلى ذلك، وهذه هي المداراة المشروعة، لاسيما في أزمنة الفتن وغربة الدين وشيوعُ الجهالة وقلة العلم بآثار الرسالة، وأولى من ذلك تجنب الاستعلائية في التعامل على المتدينين من مدارس أو جماعات أخرى.
والفرق بين المداراة والمداهنة: أن المداراةَ هي التلطف بالإنسان لتستخرج منه الحق أو تردُّه عن الباطل، فهي بذل الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين، أو هما معًا، وهي مباحة، وربما استحبت. والمداهنة: التلطف به لتقرَّه على باطله، وتتركه على هواه، فهي تركُ الدين لصلاح الدنيا، فالمداراةُ لأهل الإيمان، والمداهنة لأهل النفاق.
ولا يردُّ على ما سبق ما جاء في بعض النُّصوص من الأمر بمجاهدة الكفار والمنافقين والغلظة عليهم؛ فإن هذا مناطُه التمكين في أزمنة الاستخلاف، أما في أزمنة الفتن وغربة الدين وشيوع الجهالة فإنه يصلح من التألف والمداراة ما لا يصلح من التصلب والمجافاة، وكلام أهل العلم في ذلك مستفيض ومعلوم.
وتشتدُّ الحاجة إلى الرفق والمداراة في واقعنا المعاصر حيث تُوظَّفُ آلةُ الإعلام الجبارة في النيل من أهلِ الدين، وفي تتُّبع عثراتهم وعوراتهم، والتشهير بهم على الملأ، من خلال الفضائيات التي يملكون أزِمَّتَها، وقد دخلت إلى كل بيت، واستخدامها لتشويه المشروع الإسلامي، واغتيال رموزه أدبيًّا وأخلاقيًّا وسياسيًّا! والعاقل لا يعين خصمه على نفسه، ولا يهديه- كما جاء في السؤال- مقذوفًا ناريًّا ليُطلِقه عليه.
وحاجة العصاة والبسطاء إلى الرفق حاجة ماسَّة، والرفق في الخطاب لا يأتي إلا بخير، والكلمة العنيفة الجارحة تترك في النفوس آثارًا غائرةً، قد لا تمحوها الأيام والليالي، ولله در القائل:
جراحاتُ السِّنان لها التئامُ ولا يَلتام ما جرحَ اللِّسَانُ
إنك لو طعنت أحدًا من الناس بسكِّين، ثم انتزعت السكين من لحمه، وتأسفت له ألف مرة فلن تلحم الكلمات الجروحَ! بل ستترك الطعنة ندبة لعلها لا تزول حتى الموت.
وإن نفوسنا كذلك، فلعلك لو أحسنت إلى أحدٍ من الناس الدهرَ كله ثم أسأت إليه مرة واحدة فلن ينساها لك، إلا من يملك نفسًا عظيمة، والبشر ليسوا دائمًا بعظماء، {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 35]، فكيف بمَن لم تُحسن إليه قطُّ، ولم تلتق به ولم تخاطبه إلا خطابًا عابرًا، بمناسبة توجيه نصيحة إليه، يرى ممن يوجهها إليه كل هذه الفظاظة والغلظة؟!
تخيل لو قلت على الملأ مثلًا لإحدى نجوم الفن: سلي نفسك كم رجلًا ضاجعك أيتها العاهر؟ لقد زكمت رائحتك الأنوف! إن ما تمارسينه من العُهر لا تغسل عاره مياه المحيطات؟! أتظن أن مثل هذه المرأة يمكن أن تنسى هذه الإساءة قط؟ أتظن أن هذه الكلمة سوف تفتح مغاليق قلبها، وتشرح صدرها للفضيلة التي تدعوها إليها؟! أم أنها ستكرس الخصومة بينها وبين الدين والمتدينين إلى الأبد.
أما كان من الممكن أن يقال: لعل كثيرًا ممن خاضوا في عالم الفن من الرجال أو من النساء لم يجدوا من ثقات أهل العلم من يعظهم في ذلك وينهاهم عنه، بل على العكس قد سمعوا من بعض كبار المتصدرين للفتوى من الثناء والتشجيع، ما كان فتنة لكثير منهم.
ونحن على يقين أن رصيد الفطرة لا يزال كامنًا في نفوس السواد الأعظم من هؤلاء، ونأمل أن تأتي اللحظة التي يراجعون فيها أنفسهم، وينحازون إلى معسكر الفضيلة، ويتحولون إلى أدوات تعمير وتشييد للبنيان الذي خربه المفسدون في الأرض. وأملنا هذا لا يأتي من فراغ، فكم من هؤلاء من شرح الله صدورهم للحق، فاعتزلوا هذا العالم، واستعلوا على كل مغرياته وبريقه وفتنته، وصاروا نجومًا لامعة، بل أقمارًا منيرة في سماء الهداية، وتحول بعضهم إلى مشروع تنوير كامل، بل إلى جامعة إسلامية متحركة، وآثارهم الطيبة تملأ الأرض نورًا وهدى كما ملأتها من قبل بنقيض ذلك، والبقية على الأثر إن شاء الله، بل نلمحه في بقايا الفطرة التي تحمل كثيرًا من هؤلاء على الحرص على الحج والعمرة، وإطعام الصائمين ونحوه، ونرجو أن تتوهج هذه الزبالة الخافتة يومًا من الأيام لتصبح شمسًا مشرقة تحترق معها الشهوات والشبهات، وليس ذلك على الله بعزيز.
قارن بين الأسلوبين، وتأمل بربك أيهما أفتح لمغاليق القلوب، وأعون على الاهتداء وقبول الدعوة؟!
تخيل لو أنك خاطبت فريقًا من الإسلاميين ممن أدى به اجتهاده إلى معارضة الدستور، وأعلن ذلك على الملأ وانحاز إلى أحزاب الفلول والبغاة الثائرين، فقلت له: أيها الخائن لعهده، والناكص على عقبيه، والآبق على جماعته، يا من نقض غزله من بعد قوة أنكاثًا، يا من كُبَّ على وجهه في مستنقع الخيانة، يا من نقرأ في مواقفه بوادر سوء الخاتمة، ارجع عن غيك، وبادر إلى التوبة قبل فوات الأوان، وإلا فستنتهي إلى مزبلة التاريخ، وسوف تسقط في قاع الخيانة إلى الأبد، ثم أعقبت ذلك بتلاوة هذه الآية{فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ } [التوبة: 77]؟! أتظن أن مثل هذا الخطاب يُمكن أن يُصغي إليه أحد؟ أو أن ينسى قساوته ومرارته أحد؟ أتظن أنه يفتح قلبًا مغلقًا؟! أو يشرح صدرًا ضيقًا؟ أو أن يهدي خُطَى حائرة قد عميت عليها الأنباء واختلطت عليها السبل؟! أم أنه سيوطن الخصومة والفرقة بينه وبين إخوان الأمس إلى الأبد؟!
قارن بين هذا وبين أن تقول له: يا صاحب الفضل والسابقة والتاريخ المجيد، لا تقف في المكان الخطأ، فإن اصطفافك مع إخوانك أولى بك وأليق بتاريخك، ولا يزالون إخوانك ينتظرون عودتك ويترقبون فَيئَك، وإنك لجدير بذلك لسابق عهدك، ولأرصدة الخير الكثيرة التي عطرت صحائف أعمالك. وتدعو له الله جل وعلا أن يأخذ بناصيته إلى ما يحبه ويرضاه، وأن يحمله في أحمد الأمور عنده وأجملها عاقبة.
تأمل في هذا الطريق وفي ذاك، وسل نفسك: أي الأسلوبين أرضى لربك؟ وأفتح لمغاليق قلوب عباده.
أما التعميم في الأحكام، والتسوية بين المغرر بهم من البسطاء والرموز الفاسدة التي تؤثر عليهم بإعلامها وأموالها، أو التسوية بين من تشابه موقفه من أهل الدين مع موقف العلمانيين في بعض القضايا ولكن صدر منه ذلك عن اجتهاد وتأول، كبعض الإسلاميين الذي اعترضوا على الدستور لاجتهادات شرعية؛ فإنه محض الخذلان والظلم الذي يسخطه الله ورسوله، فإن شريعة الله لا تسوي بين مختلفين، كما لا تفرق بين متماثلين، وصلوات الله وسلامه على من قال: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»(5).
إننا نعلم مثلًا في قضية المعارضة للدستور أن جبهة المعارضة تضم أخلاطًا من الناس: فمنهم من كان باعثه إلى الرفض الخصومة مع الدين، كغلاة العلمانيين، ومنهم من كان باعثه إلى الرفض تصديقه لما شوش به عليه هذا الفريق، وقابليته للتأثر بهذه الدعايات الخبيثة، مع بقاء محبته للدين في الجملة، وهذا هو حال الكثرة الكاثرة من هذا الفريق، ومنهم من كان رفضه من منطلق حقوقي ووطني بحت، فيرى أن كفالة الحقوق والحريات العامة في هذا الدستور لا ترقى إلى مستوى طموحات الثورة والثوار.
ومنهم من كان رفضه حرصًا منه على الانتصار للدين، وغيرة منه على الحقوق والحرمات الأساسية، وخشيته من أن تؤدي الموافقة على الدستور إلى تكريس بقايا للعلمانية يعسر التخلص منها في المستقبل، لكنه أخطأ في تقديره للمصالح والمفاسد، وبنى موقفه على هذه الحسابات الخطأ، فانحاز إلى معسكر الثوار الغاضبين، وتشابهت مواقفه في الظاهر معهم، وهؤلاء إخوة كرام لهم كل المودة والتقدير، حرماتهم مصونة، وحقوقهم مكفولة، ولكننا نقول لهم: إننا نقدر ما لديكم من نبل القصد وطهر المنطلق، ولكننا نقول لكم: لقد أخطأتم حساباتكم، وإن اعتصامكم بما عليه جمهور أهل العلم من حولكم نحسبه أبرأ لذمتكم، وأرضى لربكم، والزموا الجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية(6).
نختم بما بدأنا به: { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83]، فاجتنب أيها الموفق الإساءة ما استطعت، واعلم أنك لن تندم على رفق وقول معروف أبدًا، وإنما يكون الندم دائمًا على الجسارة والغلظة والفظاظة. ورحم الله القائل:
وَاِحرِص عَلى حِفظِ القُلوبِ مِنَ الأَذى فَرُجوعُها بَعدَ التَنافُرِ يَصعُبُ
إِنَّ القُلوبَ إِذا تَنافَرَ وُدُّها شِبهَ الزُجاجَةِ كَسرُها لا يُشعَبُ(7)
اللهم أعدنا لما اختُلف فيه من الحق بإذنك، وأدخلنا برحمتك فيمن قلت فيهم:{وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} [الحج: 24]. والله تعالى أعلى وأعلم.
______________________
(1) فقد أخرج مسلم في كتاب «البر والصلة والآداب» باب «فضل الرفق» حديث (2594) من حديث عائشة رضي الله عنها: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ».
(2) انظر «تفسير القرطبي» (2/16).
(3) أخرجه أبو يعلى في «مسنده» (11/428) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (8/22) وقال: «رواه أبو يعلى وفيه عبدالله بن سعيد المقبري وهو ضعيف».
(4) أخرجه أحمد في «مسنده» (1/ 404) حديث (3839) ، والترمذي في كتاب «البر والصلة» باب «ما جاء في اللعنة» حديث (1977) ، والحاكم في «مستدركه» (1/ 57) حديث (29) ، وابن حبان في «صحيحه» (1/ 421) حديث (192). وقال الترمذي: «حديث حسن»، وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فقد احتجا بهؤلاء الرواة عن آخرهم ثم لم يخرجاه».
(5) متفق عليه: أخرجه البخاري في كتاب «بدء الوحي» باب «بدء الوحي» حديث (1) ، ومسلم في كتاب «الإمارة» باب «قوله صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنية» حديث (1907) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
(6) فقد أخرج أبو داود في كتاب «الصلاة» باب «في التشديد في ترك الجماعة» حديث (547) ، والنسائي في كتاب «الإمامة» باب «التشديد في ترك الجماعة» حديث (847) ، والحاكم في «مستدركه» (1/330) حديث (765) ، من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَا مِنْ ثَلَاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلَا بَدْوٍ لَا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلَاةُ إِلَّا قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ، فَعَلَيْكَ بِالْـجَمَاعَةِ فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ»، وقال الحاكم: «هذا حديث صدوق رواته شاهد لما تقدمه، متفق على الاحتجاج برواته إلا السائب بن حبيش وقد عرف من مذهب زائدة أنه لا يحدث إلا عن الثقات»، وذكره النووي في «خلاصة الأحكام» (2/655) وقال: «رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح».
(7) هذا البيت لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو من بحر الكامل.