أستاذنا الفاضل كثيرًا ما نرى قيادات من أعلام الحركة أو الأحزاب الإسلامية يحضرون لتأسيس أو تجديد مؤتمرات لأحزاب علمانية؛ فهل يُعد هذا من باب إقرارهم على توجهاتهم اليمينية أو اليسارية فيكون ولاءً لهم، أم من باب فقه الموازنات؟
أرجو منكم الإجابة لأنه استشكل عليَّ هذا، مع أني أدعم التوجه الإسلامي معنويًّا وماديًّا، وعندما أرى هذا أصبح حيران بين دعوة الإسلاميين وحضورهم لهذا. أرجو منكم الإجابة فضيلة الشيخ المبارك.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن مرد ذلك إلى نية من حضَر هذه المؤتمرات من الإسلاميين أو من غيرهم، هل قصد به استجلاب بعض المصالح الراجحة أو دفع بعض المفاسد الظاهرة؟ أم قصد به مظاهرتهم على إثمهم ومشايعتهم على باطلهم؟ أم قصد به مجرد تزجية الأوقات؟ و«لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»(1)، والذي يغلب على الظن أن لدى الإسلاميين تخريجًا يسوغ لهم في اجتهادهم هذا الحضور؛ دفعًا لمفسدة ظاهرة أو استجلابًا لمصلحة راجحة، فهو مبنيٌّ على فقه الموازنات، وهذا الباب من دقائق الفقه وأغواره، وقد تزل فيه أقدام كثيرين، فنسأل الله الرشد. والله تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) متفق عليه: أخرجه البخاري في كتاب «بدء الوحي» باب «بدء الوحي» حديث (1)، ومسلم في كتاب «الإمارة» باب «قوله صلى الله عليه وسلم : إنما الأعمال بالنية» حديث (1907) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه .