سؤال وفتوى: ما حكمُ قاتلِ سيد بلال؟ وما رأيكم في قَتْل مسلمٍ بهذه الطريقة؟ وهل يجوز قتلُ مسلمٍ لمجرد الشبهة الظنية؟
أتمنى أن أسمع صوتكم، فقد مات سيد بلال مقتولًا شهيدًا نحسبه كذلك، وترك طفلًا صغيرًا عمره سنتان لا يعرف من الدنيا غيرَ كلمةِ: بابا، ولقد ذهب عن الطفل بابا سيد وصعدت رُوحه للرحمن الرحيم، ولن يجد الطفل بابا لينطق له بتلك الحروف، ولكن سيجد اللهَ هو خير الحافظين.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن القتل من أكبر الكبائر بإجماع المسلمين، فـ  «لَنْ يَزَالَ الْـمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَـمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا»(1)!
وحَسبُنا في وعيد القتلة قولُ الله جل وعلا: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 93].
أما عن خصوص هذه الواقعة فلا نعرف عنها إلا ما نُقل من خلال وسائل الإعلام، ولما تصدر جهات التحقيق قرارها النهائي بعدُ، فليس لنا أن نستبق الأحداث.
وأيًّا كان الأمرُ فَلِقَاتِلِه يومٌ عسير عند ربِّه؛ ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ﴾ [إبراهيم: 42- 43].
ودمه إذا أضاعه الناسُ فلا يضيعه ربُّ الناس، بل هو عند ربي في كتابٍ ﴿لَّا يَضِلُّ رَبِّي ولَا يَنسَى﴾ [طه: 52]! وإنا لله وإنا إليه راجعون. والله تعالى أعلى وأعلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري في كتاب «الديات» باب «قول الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا﴾» حديث (6862) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.