التعاون مع غير المسلمين من خلال حزب وطني

هل يجوز لحزب إسلامي وطني أن يكونَ من بين الأعضاء نصارى، خاصة العقلاء منهم؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد: فإن الحزب هو تجمع سياسي يضم مجموعة من المؤمنين بمبادئه، ويسعى من خلال الآليات الديمقراطية للوصول إلى السلطة لوضع برنامجه موضع التنفيذ. وسياسة أمور الناس منها ما يتعلق بالشأن الديني، ومنها ما يتعلق بالشأن الدنيوي الذي ورد في مثله «أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِشُئُونِ دُنْيَاكُمْ»(1)، وهذه مساحة واسعة جدًّا في الشريعة، والمجال فيها رحب للتعاون مع شركاء الوطن من غير المسلمين في إطار حقوق مكفولة وحرمات مصونة.

فلا حرج في التعاون مع غير المسلمين من خلال هذه الأحزاب ما دامت هوية الحزب واضحة، وإقراره بمرجعية الشريعة بينة، وثوابته معروفة للناس كافة، فمن قبل بها من مسلم أو غير مسلم جاز له أن يندرج في عضويته وأن يسعى مع غيره في التمكين لها. والله تعالى أعلى وأعلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه مسلم في كتاب «الفضائل» باب «وجوب امتثال ما قاله شرعا دون ما ذكره من معايش الدنيا على سبيل الرأي» حديث (2363) من حديث أنس رضي الله عنه  أن النبي صلى الله عليه وسلم  مر بقوم يُلَقِّحُون [أي النخل؛ يشقون طلع الإناث ويؤخذ من طلع الذكور فيوضع فيها، ليكون التمر أجود] فقال: «لَوْ لَـمْ تَفْعَلُوا لَصَلُحَ». قال: فخرج شِيصًا (أي: تمرًا رديئًا)، فمر بهم فقال: «مَا لِنَخْلِكُمْ؟» قالوا: قلت كذا وكذا. قال: «أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 السياسية الشرعية

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend