معنى حديث «الرفق لا يكون في شيء إلا زانه»، ومعنى مصطلح «يُستأنس به»

قال الرَّسول ﷺ في مفهوم الحديث «إن الحياءَ إذا كان في شيءٍ زانه، وإذا فُقِد شانه» نرجو منكم شرح كلمة «زانه» وكلمة «شانه»؟
نسمع من بعض الشُّيوخ كلمة «يُستأنس بها» يعني يذكر قِصَّة ويقول إنها ليست روايةً عن الرَّسول ﷺ ولا حديثًا صحيحًا وإنما قِصَّة يُستأنس بها. ما المقصود بهذه الكلمة؟ هل الحديث الضَّعيف يبقى دائمًا ضعيفًا أم قد يقع عليه التَّصحيح؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فإن الذي ورد: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ- حسَّنه وجمله- وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ»(1).
ومعنى «يُستأنس به»: أي يتقوى به الأمر، ولكنه ليس بدليلٍ أساسيٍّ فيه.
والحديث الضَّعيف قد يتقوَّى بكثرة طرقه، أو بجريان عمل الأُمَّة عليه فينجبر ضعفه بذلك، مع ملاحظة أنه لا يلزم من ورود الحديث من طرق متعددة كحديث: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ»(2) أن يكونَ حسنًا؛ لأن الضَّعْف يتفاوت، فمنه ما لا يزول بالمتابعات، يعني: لا يؤثِّر كونه تابعًا أو متبوعًا، كرواية الكذَّابين والمتروكين، ومنه ضعفٌ يزول بالمتابعة، كما إذا كان راويه سيِّئَ الحفظ، أو روى الحديث مرسلًا؛ فإن المتابعة تنفع حينئذٍ، ويرفع الحديث عن حضيض الضَّعْف إلى أوج الحسن أو الصِّحَّة. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

_______________

(1) أخرجه مسلم في كتاب «البر والصلة والآداب» باب «فضل الرفق» حديث (2594) من حديث عائشة ل.

(2) أخرجه أبو داود في كتاب «الطهارة» باب «صفة وضوء النبي ﷺ» حديث (134)، والترمذي في كتاب «الطهارة» باب «ما جاء أن الأذنين من الرأس» حديث (37) من حديث أبي أمامة رضي الله عنه ، وقال الترمذي: «قال قتيبة: قال حماد: لا أدري هذا من قول النبي ﷺ أو من قول أبي أمامة. قال: وفي الباب عن أنس. هذا حديث ليس إسناده بذاك القائم والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي ﷺ ومن بعدهم أن الأذنين من الرأس وبه يقول سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق. وقال بعض أهل العلم: ما أقبل من الأذنين فمن الوجه وما أدبر فمن الرأس. قال إسحاق: وأختار أن يمسح مقدمهما مع الوجه ومؤخرهما مع رأسه. وقال الشافعي: هما سنة على حيالهما يمسحهما بماء جديد».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الحديث الشريف وعلومه

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend