كان ﷺ إذا خُير بين أمرين اختار أيسرهما

جاء في الحديث الشريف أن رسول الله ﷺ كان إذا خُير بين أمرين اختار أيسرهما ما لم يكن فيه معصية، أو كما قال(1). فمن الأيسر أن يصلي المسلم مثلًا قيام اللَّيل ركعتين من أن يصلي أربع أو ثماني ركعات، ومن الأيسر أن نقرأ ربعًا من القرآن من أن نقرأ جزءًا منه، فما رأيكم؟ وجزاكم الله خيرًا

______________

(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «المناقب» باب «صفة النبي ﷺ» حديث (3560)، ومسلم في كتاب «الفضائل» باب «مباعدته ﷺ للآثام واختياره من المباح أسهله وانتقامه لله عند انتهاك حرماته» حديث (2327)، من حديث عائشة.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الأيسر هو ما اختاره النبيُّ ﷺ لأمته وجعله لها سنة ماضية، لقد هَمَّ فريق من النَّاس الترهب والانقطاع للعبادة فاختار لهم الأيسر ولامهم على التكلف والتشدد(1)، ولقد اختار قيام رمضان بثمان ركعات فدل ذلك على أن هذا الاختيارَ هو الأيسر(2)، وأحيا اللَّيل كله في العشر الأواخر فدل هذا على أنه الأيسر(3)، فينبغي أن يُفهم اليسر في ضوء اختياراته صلى الله عليه سلم لا في ضوء ما يشتهيه النَّاس، فالذي قال لنا هذا الحديث طبَّقه أمامنا فيما لا يحصى من المواقف، لكي نتعلم من خلالها هديه الذي هو الأكمل والأيسر دائمًا، وفَّقنا الله وإياك إلى ما يُحِبُّه ويرضاه. والله تعالى أعلى وأعلم.

______________________

(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «النكاح» باب «الترغيب في النكاح» حديث (5063)، ومسلم في كتاب «النكاح» باب «استحباب النكاح لمن تاقت » حديث (1401)، من حديث أنس رضي الله عنه : أن نفرًا من أصحاب النبي ﷺ سألوا أزواج النبي ﷺ عن عملِه في السِّرِّ، فقال بعضهم: لا أتزوج النساء. وقال بعضهم: لا آكل اللحم. وقال بعضهم: لا أنام على فراش. فحمد الله وأثنى عليه فقال: «مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا كَذَا وَكَذَا؛ لَكِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي».

(2) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «الجمعة» باب «قيام النبي ﷺ بالليل في رمضان وغيره» حديث (1147)، ومسلم في كتاب «صلاة المسافرين وقصرها» باب «صلاة الليل وعدد ركعات النبي ﷺ في الليل وأن الوتر ركعة وأن الركعة صلاة صحيحة» حديث (738) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة ل: كيف كانت صلاة رسول الله ﷺ في رمضان؟ قالت: ما كان رسول الله ﷺ يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة؛ يصلي أربعًا فلا تسأل عن حُسنهن وطُولهن، ثم يصلي أربعًا فلا تسأل عن حُسنهن وطولهن، ثم يُصلي ثلاثًا.

(3) فقد أخرج مسلم في كتاب «الاعتكاف» باب «الاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان» حديث (1174) من حديث عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ إذا دخل العشر أحيَا الليل وأيقظ أهله وجَدَّ وشدَّ المئزر.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الحديث الشريف وعلومه

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend