صحة الاستدلال على الاستعانة بالجن بحديث الصحابي الذي خطفته الجن

طرح أحدُ الرقاة موضوعًا فقال روايةَ اختطاف الجنِّ لرجلٍ زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏: ووقع في زمن عمر أن رجلًا اختطفَتْه الجنُّ، وبقي أربع سنين، ثم جاء وأخبر أن جنًّا من المشركين اختطفوه، فبقي عندهم أسيرًا فغزاهم جنٌّ مسلمون فهزموهم وردُّوه إلى أهله(1).

_______________

(1) أخرجه ابن أبي الدنيا في «الهواتف» ص86 حديث (113)، والبيهقي في «الكبرى» (7/445) حديث (15347)، وابن عبد البر في «التمهيد» (12/182- 183)، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: أن رجلًا من قومه من الأنصار خرج يصلي مع قومه العشاء فسَبته الجن ففُقد، فانطلقت امرأته إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقصت عليه القصة، فسأل عنه عمر قومه فقالوا: نعم خرج يصلي العشاء ففُقد. فأمرها أن تربص أربع سنين، فلما مضت الأربع سنين أتته فأخبرته فسأل قومها فقالوا: نعم. فأمرها أن تتزوج فتزوجت، فجاء زوجها يخاصم في ذلك إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يغيب أحدكم الزمانَ الطويلَ لا يعلم أهلُه حياتَه. فقال له: إن لي عذرًا يا أمير المؤمنين. قال: وما عذرك؟ قال: خرجت أصلي العشاء فسبتني الجن فلبثت فيهم زمانًا طويلًا، فغزاهم جنٌّ مؤمنون- أو قال: مسلمون. شك سعيد- فقاتلوهم فظهروا عليهم فسبوا منهم سبايا فسبوني فيما سبوا منهم، فقالوا: نراك رجلًا مسلمًا ولا يحل لنا سبيك. فخيروني بين المقام وبين القفول إلى أهلي، فاخترت القفول إلى أهلي، فأقبلوا معي أما بالليل فليس يحدثوني وأما بالنهار فعصار ريح أتبعها، فقال له عمر رضي الله عنه: فما كان طعامك فيهم؟ قال: الفول وما لم يذكر اسم الله عليه. قال: فما كان شرابك فيهم؟ قال الجدف. قال قتادة: والجدف ما لا يخمُر من الشراب. قال فخيَّره عمر رضي الله عنه بين الصداق وبين امرأته. وذكره ابن حجر في «تلخيص الحبير» (3/237) وقال: «فيه انقطاع مع ثقة رجاله».

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن هذه المسألةَ المذكورة من مسائل النَّظَر بين أهل العلم، وهذه الرِّواية المذكورة تحتمل الصِّدْق والكذب، وهي وإن صحَّت لا تصلح دليلًا مستقلًّا في هذه المسألة؛ لأن الدَّليل هو الوحي المعصوم قرآنًا وسُنَّة صحيحة، وكلُّ النَّاس بعد ذلك يُؤخذ من قوله ويُترك، ومثل هذه الرِّوايات يُستأنس بها ولكنها لا تصلح دليلًا نهائيًّا فيما ذُكر. ونسأل اللهَ لنا ولك التَّوفيق. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الحديث الشريف وعلومه

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend