شرح لبعض مصطلحات الحديث

شيخي الحبيب، عندي بعض الأسئلة، وهي كالتَّالي:
1- ما المقصود بالكلمتين اللتين تذكران بعد الحديث «لفظ البخاري» و«لفظ مسلم»؟
2- ما المقصود بعبارة «أو كما قال عليه الصَّلاة والسَّلام»، هل ممكن أن تُقال بعبارة أخرى؟
3- يذكر الحديث ثم يقال بعده «رواه التِّرْمذي» أو مثلًا «رواه ابن ماجه» أو «رواه البيهقي»… إلخ من الرواة، هل هذا الحديث يعتبر صحيحًا أم ما زال في البحث؟
4- يذكر بعد الحديث «رواه البخاري» بمعنى: نعلم أن الراوي هو البخاري، ونعلم أيضًا أن الحديث صحيحٌ في نفس الوقت، كذلك نفس الشَّيء في «رواه مسلم»، لكن هناك أحاديث يذكر بعدها فقط أنها صحيحة من غير ذكر الرَّاوي، ما السَّبب في ذلك؟
5- ذكر أهل العِلْم أنه يجوز العمل بالحديث الصَّحيح والحسن، لكن نلاحظ في بعض الأحيان أنهم ينصحوننا بالعمل بالحديث الصَّحيح من غير ذكر الحديث الحسن، هل ذلك ناتجٌ عن نسيان أم أن هناك سببًا آخر؟
6- في بعض الأحيان يُذكر الحديث من أهل العِلْم من غير أن يبيَّن: هل هو صحيح أم حسن أم ضعيف؟ كيف نتصرَّف مع هذا الحديث؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الحديث الذي يرويه البخاري ومسلم يُكتب بعده عادةً عند تخريجه «مُتَّفقٌ عليه»، أو يُكتب رواه الشَّيخان.
وكلمة «أو كما قال» تُقال إذا كان من يذكر الحديث ليس متأكِّدًا من ضبطه للرِّواية.
وعندما يُقال في تخريج الحديث «رواه التِّرمذي» أو «ابن ماجه» أو «البيهقي» فإن هذا ليس كافيًا للحكم على الحديث بالصِّحَّة، بل يحتاج إلى تحقيق للتَّأكُّد من درجته.
وعندما يُذكر أن الحديث «رواه البخاري» فمعناه: أن البخاري قد أخرجه في «صحيحه» فيكون حديثًا صحيحًا، إلا إذا ذكر أنه رواه في كتاب آخر غير كتابه الصَّحيح، كـ«الأدب المفرد»، فحينئذٍ يحتاج إلى تحقيق.
وإذا ذكر في الحديث أنه «صحيح» فمعناه أن الرَّاوي قد التزم صحته، فيكون مسئولًا عن ذلك، وقد يكون هذا عجلة من الرَّاوي بعدم ذكر مصدره وتخريجه.
والحَسَن في الجملة متردِّدٌ بين الصَّحيح والضَّعيف، فتارة يَقرُب من الصَّحيح، وتارة يقرب من الضَّعيف؛ ولهذا تجد أن الأئمَّة رحمهم الله حتى في أحكامهم على الحديث في بعض الأحيان يُحسِّن هذا الحديث، ثم يأتي في مرَّة أخرى ويُضعِّف هذا الحديث بعينه؛ لكون الأمر قريبًا بين الضَّعْف والحسن، وأحيانًا يُضعِّف الحديث وفي موضع آخر يُصحِّحه؛ لكونه أيضًا متجاذبًا بين الصَّحيح والحسن.
وإذا ذكر بعض أهل العِلْم حديثًا بسنده من غير بيانٍ لدرجته فمعنى هذا أن القارئ لهذا الحديث عليه أن يبحث عن درجته ويبني موقفه من هذا الحديث بناءً على نتيجة بحثه في درجة هذا الحديث.
هذا وبالله التَّوفيق، ونسأل الله لنا ولك التَّوفيق، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الحديث الشريف وعلومه

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend