نرجو منكم شرح بعض الكلمات التي نسمعها في بعض الأدعية الطويلة، مثل: «وسِّع مدخلهم» و«اللَّهمَّ اجعل ثأرنا على من ظلمنا» و«اجعل تفرُّقنا من بعده تفرُّقًا معصومًا» و«أدخلنا مدخل صدق وأخرجنا مخرج صدق» وأيضًا كلمة «مآلهم». وبارك اللهُ فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فإن الدُّعاء بلفظِ «أوسع مدخلهم»: يحتمل مدخله من القبر أو مدخله من الجنَّة، ومعنى «واجعل ثأرنا على من ظلمنا»: أي مكِّنا من الظَّالمين المعتدين لنثأر منهم لدينك وحرماتك، ومعنى «واجعل تفرُّقَنا من بعده تفرُّقًا معصومًا»: أي جنِّبنا من بعده الذُّنوب والفتن، وسائر ما يُسخطك ويستوجب عذابك ونقمتك، ومعنى قوله تعالى: ﴿أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ﴾ [الإسراء: 80] كما قال قتادة:﴿وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ﴾ [الإسراء: 80] يعني المدينة. ﴿وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ ﴾ [الإسراء: 80] يعني مكة(1). قال ابن كثير: وهذا القول هو أشهر الأقوال(2). وهو اختيار ابن جرير(3).
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان النَّبيُّ ﷺ بمكة، ثم أُمر بالهجرة، فأنزل الله: ﴿وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا﴾ [الإسراء: 80]. رواه التِّرمذيُّ(4).
وقيل: مُدخَل الصِّدق: هو الجنَّة، والمآل: هو المصير والعاقبة.
ونَسْألُ اللهَ لنا ولك حسن المآل والخاتمة. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
_____________________
(1) أخرجه الحاكم في «مستدركه» (3/4) حديث (4260).
(2) «تفسير ابن كثير» (3/59- 60).
(3) أخرجه ابن جرير الطبري في «تفسيره» (15/149).
(4) أخرجه الترمذي في كتاب «تفسير القرآن» باب «ومن سورة بني إسرائيل» حديث (3139)، وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح».