نرجو منكم تفصيلًا وتوضيحًا لقصة اليهود عندما حرَّفوا آية الرَّجم كانوا يركبون الزاني فوق الحمار… إلخ؟ نرجو منكم التَّفْصيل والتَّوضيح، وبارك اللهُ فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
بالنِّسبة لتحريف اليهود لعقوبة الرَّجم فقد كان رجم الزُّناة المحصنين مما افترضه الله على اليهود في التَّوراة، ولكن القوم استثقلوا حكم الله عز و جل فحرَّفوه ووضعوا بدلًا منه الجَلْد والفضيحة، ففضحهم الله جلَّ وعلا في زمن النُّبُوَّة، وبيَّن لهم رسولُه ﷺ ما كانوا يُخفونه من الكتاب.
ففي الصَّحيحين- واللَّفظ للبخاريِّ- عن عبد الله بن عمر ب: أن اليهود جاءوا إلى الرَّسول ﷺ فذكروا له أن رجلًا منهم وامرأةً زَنَيَا، فقال لهم رسولُ الله ﷺ: «مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ فِي شَأْنِ الرَّجْمِ؟». فقالوا: نفضحهم ويُجلَدون. فقال عبد الله بن سلام: كذبتم؛ إن فيها الرَّجم. فأتوا بالتوراة فنشروها فوضع أحدهم يده على آية الرجم فقرأ ما قبلها وما بعدها، فقال عبد الله بن سلام: ارفع يدك، فرفع يده فإذا فيها آية الرَّجم، فقالوا: صدق يا محمد، فيها آية الرجم، فأمر بهما رسول الله ﷺ فرُجِمَا(1). زادك اللهُ حِرْصًا وتَوْفيقًا، وحسن تدبُّر لكتابه، وحسن الفهم عنه عز و جل ، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
________________
(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الحدود» باب «أحكام أهل الذمة وإحصانهم إذا زنوا ورفعوا إلى الإمام» حديث (6841)، ومسلم في كتاب «الحدود» باب «رجم اليهود أهل الذمة في الزنى» حديث (1699)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه .