لي سؤالان:
السؤال الأول: كيف نجمع بين مكية سورتي الفلق والناس وبين رواية سحر الرسول وفيها «أنه نزل عليه المعوذتان لفك السحر» كما في الصحيح. ومعلوم أن السحر وقع بالمدينة؟
السؤال الثاني: معلوم حرمة هجر المسلم فوق ثلاث: فكيف بمن اعتدى عليَّ بالشتم أو الضرب أو في عرضي وأهلي أو بمن سرق مالي أو خانني أو نصب علي ولم يطلب العفو؟ وشكرًا لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
المعوذتان من السور المكية وقد يحمل رقي النبي ﷺ بهما من السحر على تكرر نزولهما في المدينة، ولذلك نظائر في كتاب الله، وننصحك بمراجعة كتب علوم القرآن وأسباب النزول لمزيد من التوسع في ذلك.
الهجر لمصلحة النفس لا يجوز أن يزيد على ثلاثة أيام، فينبغي لك أن تخرج من إثم الهجرة ولو بإلقاء السلام عند التلاقي: «يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ»(1).
أما مظلمتك ففوض الأمر فيها إلى الذي لا تخفى عليه خافية، وحسبك أن تكون محكمًا في حسناته غدًا يوم لا يكون دينار ولا درهم. والله تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «الأدب» باب «الهجرة» حديث (6077)، ومسلم في كتاب «البر والصلة والآداب» باب «تحريم الهجر فوق ثلاث بلا عذر» حديث (2560) من حديث أبي أيوب الأنصاري .