حديث: «الأعمال ثلاثة دواوين»

فضيلة الشيخ، هناك حديث أحفظه عن ظهر قلب، وللآن عندما احتجت لتخريجه لم أجده في أي كتاب مما تحت يدي، فهل أرشدتموني أرشدكم إلى كل خير إلى مظان وجود هذا الحديث، أو أرسلتم بتخريجه ولكم من الله خير الجزاء، ونص الحديث: «الأَعْمَالُ ثَلَاثَةُ دَوَاوِين، دِيوَانٌ لا يَغفِرُه اللهُ، وَدِيوَانٌ لا يَترُكُ اللهُ منه شيئًا، ودِيوَانٌ أَمْرُهُ إلى الله إن شاء عَذَّبَ وإن شاء غَفَر…».

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
الحديث أخرجه الإمام أحمد في «مسنده» في «باقي مسند الأنصار» من حديث عائشة ل قالت: قال رسول الله ﷺ: «الدَّوَاوِينُ عِنْدَ الله رضي الله عنه  ثَلَاثَةٌ: دِيوَانٌ لَا يَعْبَأُ اللهُ بِهِ شَيْئًا، وَدِيوَانٌ لَا يَتْرُكُ الله مِنْهُ شَيْئًا، وَدِيوَانٌ لَا يَغْفِرُهُ اللهُ. فَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَغْفِرُهُ اللهُ فَالشِّرْكُ بِالله قَالَ اللهُ ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ﴾ [المائدة: 72](1)، وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَعْبَأُ اللهُ بِهِ شَيْئًا فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ مِنْ صَوْمِ يَوْمٍ تَرَكَهُ أَوْ صَلَاةٍ تَرَكَهَا فَإِنَّ اللهَ عز و جل  يَغْفِرُ ذَلِكَ وَيَتَجَاوَزُ إِنْ شَاءَ، وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَتْرُكُ اللهُ مِنْهُ شَيْئًا فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا؛ الْقِصَاصُ لَا مَحَالَةَ»(2).
وأخرجه كذلك البيهقي في «شعب الإيمان» في ذكر ما ورد من التشديد في الظلم(3)، قال الهيثمي في «مجمع الزوائد»(4) كتاب «البعث» باب «ما جاء في الحساب»: رواه أحمد وفيه صدقة، وقد ضعفه الجمهور. وقال مسلم بن إبراهيم: حدثنا صدقة، وكان صدوقًا وبقية رجاله ثقات. وضعف سند الحديث الألباني(5)، وصححه أحمد شاكر(6)، ورحم الله الجميع. والله تعالى أعلى وأعلم.

_______________

(1) [المائدة: 72].

(2) أخرجه أحمد في «مسنده» (6/240) حديث (26073)، والحاكم في «مستدركه» (4/619) حديث (8717)، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه».

(3) أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (6/52) حديث (7474).

(4) «مجمع الزوائد» (10/348).

(5) انظر «ضعيف الجامع» حديث (3022).

(6) صححه أحمد شاكر في «عمدة التفاسير» (1/520).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الحديث الشريف وعلومه

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend