الجمع بين حديث «خير القرون قرني» وما حدث في هذا القرن من مخالفات

أرجو الإجابة على هذا السُّؤال وقد سمعته منذ فترة. قال ﷺ: «خَيْرُ الْقُرُونِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ».
أوَّلًا: هل هذا الحديث صحيح وبهذه الصِّيغة كما ورد عن النَّبي؟
ثانيًا: وهو الأهم- في القرن الذي كان فيه سيِّدنا محمد حدثت أحداث كبيرة، مثل حادثة الإفك، ومقتل سيِّدنا الحسين، وظهور الشيعة، ومقتل سيِّدنا عثمان، وارتداد البعض. أرجو الربط بين الأحداث وبين الحديث.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد ثبت في الصَّحيحين من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه  أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «خَيْرُ أُمَّتِي قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»(1).
وقد تلقَّت الأُمَّة هذا الحديث بالقبول وأجمعت على معناه، ووجود قلة من المنافقين في مجتمع الصَّحابة لا يُقلِّل من منزلة الصَّحابة ومكانتهم، ووقوع بعض المخالفات القليلة في هذا المجتمع لا تغضُّ من قدره، ولا تنال من مكانته، وحسبك أنها قليلة حتى أصبحت لقلتها وندرتها تُذكر وتروى!
وظهور الرِّدَّة كان في زمن أبي بكر وليس في زمان النبوة، ومع هذا فقد أتاحت للمسلمين أبوابًا من العبودية، وأوردت كثيرًا منهم الفردوس الأعلى من الجنَّة بما صبروا وصابروا ورابطوا، والعبرة في الحكم على أيِّ قضيَّة من القضايا أو مجتمع من المجتمعات بالأعم الأغلب وليس بالقليل النَّادر.
زادك اللهُ حرصًا وتوفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

________________

(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «المناقب» باب «فضائل أصحاب النبي ﷺ» حديث (3650)، ومسلم في كتاب «فضائل الصحابة» باب «فضل الصحابة رضي الله تعالى عنهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» حديث (2535).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الحديث الشريف وعلومه

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend