فتوى المفتي بين النقل والترجيح والاجتهاد

عندما يسأل شخصٌ عامي المفتيَ في مسألة من المسائل فهل للمفتي أن يعرض أقوال العلماء على العامي ليختارَ منها؟ على سبيل المثال إذا جاء شخص إلى مُفْتٍ يستفتيه عن حكم النقاب فهل يجيبه المفتي بأن النقاب مستحَبٌّ عند الجمهور، وواجب عند بعض أهل العلم أم يجيبه المفتي بالرَّاجح عنده فقط.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن القول في ذلك يختلِفُ باختلاف السائل وباختلاف بساط الحال الذي تُعرض فيه الفتوى، فقد يكون الخير في الاقتصار على مذهب المفتي فقط في بعض الأحوال؛ منعًا من تحير المستفتين وتشتُّتهم بين الآراء المتشعبة في المسألة الواحدة.
وقد يكون الخير في إيراد أقوال أهل العلم في هذه المسألة، ثم التعقيب ببيان الرَّاجح وفق اختيار المفتي في ظروف أخرى تقتضي هذا التوسع؛ منعًا للتحجي، أو منعًا للإنكار على المخالف إذا كانت هذه النازلة من قضايا الفتنة، وتشعَّبَ فيها النَّاس طرائِقَ قِدَدَا، وأصبح يغلو بعضُهم في الإنكار على بعض، فيختار المفتي من ذلك ما يراه أصلح لحال المستفتي، وأجمع للكلمة في ضوء معرفتة بزمان الفتوى ومكانها وسياقها. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   04 أصول الفقه وقواعده

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend