اتباع المذهب الظاهري

فضيلة الشيخ، ما هو رأي فضيلتكم في المذهب الظَّاهري ومَن يأخذ به في الأحكام؟ حيث إن هناك انتقادات للإمام أبي داود الظاهري، والإمام الفذ ابن حزم بأنه ليس من المجتهدين، وما شابه ذلك من الانتقادات العقيمة، حيث إنني وجدت في ابن حزم عالمًا فذًّا ومحدثًا من كبار المحدثين وفقيهًا لا يُضاهى، ويكفيه شهادة العز بن عبد السَّلام بجانب كتاباته في الشعر والأدب والتَّاريخ. باختصار هو عالم موسوعي بجانب أنه رائد علم مقارنة الأديان.
أرجو الإجابة على الأخذ بالأحكام من المذهب الظَّاهري، ورأي فضيلتكم في العالم الكبير ابن حزم فيما له وما عليه في الأصول والفروع. وجزاكم الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن ابن حزم عالم من كبار علماء المسلمين، وقد انتُقدت عليه مسائل في باب الصفات، كما انتقد عليه نفيه للقياس، وانتقدت عليه شدته على المخالف، تلك الشدة التي تجد أثرها على جُلِّ مَن تتلمذ عليه :.
ويبقى في النهاية أن كل النَّاس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله ﷺ، فانتفع من تراثه بما وافق فيه أهل الحق وهو كثير، ولكن لا تبدأ به رحلة الطلب، فإن الاستنان بمن قد سبقه أجدر وأنفع، وإن أردت أن تتخذ لك إمامًا تتبعه وتتلمذ عليه فاتباع أمثال أبي حنفية ومالك والشَّافعي وأحمد بن حنبل في الجملة أولى من اتباع ابن حزم في الجملة، مع ملاحظة أن الأصل في العلم التلقي عن الشيوخ وليس مجرد المطالعة في لكتب. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   04 أصول الفقه وقواعده

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend