منع الأولاد زواج أبيهم الذي ناهز الستين

زوجتي متوفاة منذ أربع سنوات، وعندي من العمر ستون سنة، وعندي من الأولاد ثلاثة أولاد: بنت وولد مُتزوِّجان، وابن في آخر سنة يعمل بالغردقة. وعندي شَقَّة تمليك، وأولادي يرفضون زواجي، وأعيش الآن وحدي وهم يرفضون زواجي بحجَّة أن التي سوف أتزوجها ستأخذ الشقة منهم. هل أتزوج رغمًا عنهم؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإنه يُشرع لك الزَّواج، وليس لأحد أن يمنعَك منه، بل إن الزَّواج أرضى لله عز وجل  من العزوبية؛ فقد قال عبد الله بن مسعود: لو علمتُ أنه لم يبقَ من عمري إلا عَشْرُ ليالٍ لأحببت ألا تفارقني فيهن امرأةٌ (1).
وما ينبغي لأولادك مَنْعُك من مثل هذا الحقِّ الشَّرعي البين لـمُجرَّد تشوُّفِهم إلى الاستئثار بشقتك من بعدك؛ إذ كيف تطيب نفسهم أن يبقى أبوهم في هذه المعاناة وهو الذي أنفق عمره على رعايتهم وتوفير حاجتهم، ثم يضنون عليه بأن يستخدم جزءًا من ماله لإعفاف نفسه وإراحتها من كدِّ العزوبة ونَصَبها؟!
لقد كان الأَوْلى بهم أن يُسارعوا إلى تزويج أبيهم من مالهم إن كان لا مال له، وتوفير شَقَّة له من خالص أموالهم إن كان لا يجد مسكنًا، بدلًا من أن يضنوا عليه باستخدام خالص حقِّه وحرِّ ماله.
إنني أخشى أن يكونَ فِعلهم هذا من جنس العقوق؛ فراجعهم في ذلك وانصح لهم، وادعُ اللهَ أن يشرح صدرهم للحقِّ، وأنت وشأنك فيما يتعلَّق بالزَّواج، لا ينازعك فيه إلا ظلوم أو جهول. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

___________________

(1) أخرجه الطبراني في «الكبير» (9/239) حديث (9172)، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (4/251) وقال: «رواه الطبراني وفيه عبدالرحمن بن عبدالله المسعودي وهو ثقة ولكنه اختلط، وبقية رجاله رجال الصحيح».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 07 آداب وأخلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend