عدم تحمل الزوجة معايشة حماتها

شيخنا الفاضل، أنا متزوجةٌ في بيتٍ مشتركٍ بيني أنا وبين حماتي، ويفصل بيننا بابٌ من طرقة شقَّتي إلى بيتها وبمجرد فَتْح الباب يكون البيتُ واحدًا. ولكي أقومَ بنشر الغسيل لابد أن أنزل من هذا الباب لكي أصعدَ إلى أعلى وأنشر الغسيل. وقد حدثت بيني وبينها مناوشاتٌ كثيرة، ولكنني كنت أريد أن أعيش دون مشاكل. وحدثَتْ بيني وبين زوجي مشكلةٌ فتركتُ البيتَ وذهبتُ إلى بيت والدي، وبعد فترةٍ جاء زوجي وأخوه الأكبر واثنان من أقاربي لإرجاعي وقال لي زوجي ما عنده وطلبتُ أن أقول ما عندي، فاشتكيتُ من زوجي ومن حماتي، ولم يحدث حلٌّ للمشكلة.
وقد وصلت شكواي إلى حماتي فغضبَتْ وخاصمتني، وبعدها بفترةٍ وقع صُلحٌ ورجعتُ إلى البيت فوجدتُ حماتي قد أغلقتِ البابَ بالمفتاح، فنزلتُ إليها من بابِها الرئيسيِّ لأتصالح معها فرفضت وأهانتني ومنعتني من نَشْر الغسيل.
وعندما قلت لزوجي لم يفعل أيَّ شيءٍ لا من بعيدٍ ولا من قريبٍ، حتى غدوت إلى الجيران لأنشر الغسيل عندهم ولكن لا أحد يتحمَّل أحدًا، إلى أن أصبحتُ أنشر غسيلي على الكراسي وعلى سلك التليفون الذي في الشقة.
مرَّ عامٌ ونصف على هذه الحال وعَفَتْ عني وصالحتني صُلحًا كما تريد هي، وبعد فترة قالت لي: لماذا لا تنشرين بالأعلى؟ وأنا لا أُريد أن أُعيد الكَرَّة من جديدٍ وأشعر بالذلِّ.
هل هذا من حقِّي، أي: أن أرفضَ أن أنشر عندها وأصبر على حالي؟ أم هذا بعيد عن الأخلاق النبيلة وسنة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فننصحك يا أمة الله ألا تُعيدي الأمورَ جزعةً كما كانت، لقد انطفأت الحرائقُ فلماذا نشعلها مرةً أخرى؟! وهَبْ أنكِ تُريدين هذا المسلكَ كان يمكن أن تُحسني تقديمَه، كان يمكن أن تقولي لها: إن الذي يمنعني من نشر الغسيل هو حرصي على بقاء علاقتي بك حميمةً لا تشوبها شائبةٌ، ولا تتعرَّض لما يُكدِّرها أو ينغِّص عليها؛ فأنتِ بمثابة والدتي، ولك في نفسي مكانتها وكرامتها، والكلمة الطيبة يا أمة الله صدقة، فاجتهدي في بذل الطيب من القول، وكفى بالموت مفرقًا. ونسأل اللهَ لكم التَّوفيق والسداد، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend