صداقة النساء عبر الإنترنت

هل يجوز لي أن أعمل صداقةً عبر النت مع ناس غير مسلمين وخاصة النساء لغرض إرسال مواقع إسلامية لهم قد تكون سببًا لهدايتهم؟ علمًا بأنني متزوج. وجزاك الله كل خير.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا ينبغي أن تكون مثل هذه العلاقات ثنائية، وإنما يمكنك أن تفتح موقعًا عامًّا للدعوة والحوار، وتدعو إليه من شئت، وتكون الحوارات علانيةً على ملأ ومسمع من جميع الحضور، إذا لا تعرف الشريعة خصوصيةَ علاقة بين الرجال والنساء خارج إطار الزوجية أو المحرمية، وصلوات الله على من قال: «إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ الله مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاء»(1).
وقد عقد مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا دورةً حول نوازل المرأة المسلمة خارج ديار الإسلام، وناقش فيها هذه القضية وانتهى إلى هذه التوصية التي نسُوقُها لك بنصِّها إتمامًا للفائدة:
المرأة والتواصُل عبر مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك والتويتر )
– لا تعرف الشريعة خصوصيةَ علاقة بين رجل وامرأة خارج إطار الزوجيَّة أو الـمَحرمية.
– لا حرج في التَّخاطُب بين الجنسين بالمعروف، إذا وُجد المقتضي، وأمنت الفتنة والريبة، فلا يكون التَّخاطُب لمجرد الثرثرة وتزجية الأوقات، وإنما حيث توجد الدواعي الشرعية.
– الضابط في اعتبار المحادثة بالمعروف أن كلَّ ما يُستحيا منه، ويكره أن يطلع عليه الناس فهو من المنكر الذي يجب تجنُّبه، وهو ضابط بالنسبة لذوي المروءة من الناس، لأن سواهم قد يُجاهر بذلك، ولا يرى به حرجًا.
ونسأل الله لنا ولك الهدى والتقى والعفاف والغنى. والله تعالى أعلى وأعلم.

________________

(1) أخرجه مسلم في كتاب «الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار» باب «أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء وبيان الفتنة بالنساء» حديث (2742).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend