هل يجوز للمسلم أن يدعو ربه أن يرزقه الجمال وتحسين الخلقة إن كان مثلًا أنفه كبيرًا أو رأسه معوجًا أو هناك أي قبح في جسده؟ هل يجوز أن يدعو الله أن يحسن خلقته؟ وهل يمكن أن يستجيب الله هذا الدعاء في هذا الزمان بالذات أم هو معجزة من المعجزات التي لا تعطى إلا للأنبياء؟ وماذا إذا تضرع وبكى لأرحم الراحمين وهو موقن بالإجابة وألا شيء يستحيل على الله وأنه لا يدعو بالإثم أو بقطيعة رحم؟ والله العظيم إني موقن بأن الله أرحم وأكرم من ألا يستجيب لعبده ولو حتى تدريجيًّا دون أن يشعر أي إنسان بتغير خلقته.
أرجو ألا أكون قد أطلت عليكم وجزاكم الله خيرًا وزادكم نورًا على نور.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا يعظم على الله شيء، وما تذكرين ليس من جنس المستحيلات العقلية التي لا تتعلق بها قدرة الله عز و جل ، وقد يجمل الله عبدًا من عباده في عيون الناس، وهذا من أثر الطاعات، فإن للطاعة بهاء وبياضًا وضياء في الوجه كما أن للمعصية قترة وظلمة وسوادًا في الوجه، ««فَادْعُوا اللهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ»»(1).
ونسأل الله أن يجملك بالإيمان، وأن ينور قلبك بالطاعة، وأن يفرغ عليه سكينة من عنده، وأن يلقي عليك محبة من لدنه إنه ولي ذلك والقادر عليه، والله تعالى أعلى وأعلم.
________________
(1) أخرجه البخاري (3479).