حق المضيف

شيخنا الكريم أعزك الله وأعلى من قدرك، قد علمنا حق الضيف مما جاء في السنة صراحة، فهل تكرمتم وأفدتمونا بما هو حق المضيف؟ أطمع في إجابة مفصلة فضلًا لا أمرًا، أحسن الله إليكم وجزاكم خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن حق المضيف على ضيفه أن يشكر له ضيافته فإنه «لَا يَشْكُرُ الله مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ»(1). وأن يستر عورته التي اطلع عليها من خلال مخالطته له، فما رأى منه من حسنة أشاعها وما رأى منه من سيئة كتمها وواراها، وأن يحفظ لبيته حرمته فلا ينبغي أن تكون له في بيته خائنة أعين، وألا يمدن عينيه إلى شيء من حريمه وخاصة شأنه، وألا يثقل عليه بالإقامة فوق المدة التي حددتها الشريعة للضيافة وهي ثلاثة أيام(2)، ثم يبقى بعد ذلك سائر حقوق المسلم على المسلم. والله تعالى أعلى وأعلم.

___________________

(1) أخرجه أبو داود في كتاب «الأدب» باب «في شكر المعروف» حديث (4811)، والترمذي في كتاب «البر والصلة» باب «ما جاء في الشكر لمن أحسن إليك» حديث (1954) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقال الترمذي: «حسن صحيح».

(2) ففي الحديث المتفق عليه الذي أخرجه البخاري في كتاب «الأدب» باب «إكرام الضيف» حديث (6135)، ومسلم في كتاب «اللقطة» باب «الضيافة ونحوها» حديث (48) من حديث أبي شريح الكعبي أن رسول الله ﷺ قال: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ؛ جَائِزَتُهُ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَالضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ فَمَا بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ، وَلَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَثْوِيَ عِنْدَهُ حَتَّى يُحْرِجَهُ».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   07 آداب وأخلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend