تجديد النية مع كل عمل

تبسُّمك في وجه أخيك صدقة(1)، هل لابد من استحضار النية في كل مرة أبتسم فيها؟ أم يكفي مرة واحدة ما دمت أفعل هذا العمل؛ لأن الابتسام أصلًا شيء طبعي؟
وبالنسبة للأعمال الأخرى كالصدقة هل يجب استحضار النية في كل مرة أعطي فيها؟ لأن الواحد ينسى ويتعوَّد على ذلك، وهل إذا عمل هذه الأشياء الخيرة بالتعوُّد ولم يستحضر النية في كل مرة هل ثواب عمله ناقص أم يُلغى الثواب؟ وجزاكم الله خيرًا.

____________

(1) أخرجه الترمذي في كتاب «البر والصلة» باب «ما جاء في صنائع المعروف» حديث (1956)، من حديث أبي ذر رضي الله عنه، وقال: «حديث حسن».

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد قال ﷺ: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»(1).
كان السلف حريصين على تجديد النية بين يدَيْ كل عمل من أعمال الخير تأسِّيًا بالنبي ﷺ، ولكن من اعتاد فعلَ الخير حتى صار جِبِلَّة له(2)- فلا يضره الغياب الطارئ للنية الخاصة بعمل من الأعمال التي تتردد بين كونها عادةً أو عبادةً، ويفرق بينهما بالنية كالتبسم، ما دام الأصل في ممارسته لهذا العمل هو قصد التعبد ونية المتابعة، ولكن نوصي بالاهتمام بالنية وبالحرص على تجديدها. والله تعالى أعلى وأعلم.

____________________

(1) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «بدء الوحي» باب «بدء الوحي» حديث (1)، ومسلم في كتاب «الإمارة» باب «قوله ﷺ: إنما الأعمال بالنية» حديث (1907) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

(2) الجبلة: الطَّبْع. يقال: جَبَله على كذا. طبَعه. «المعجم الوسيط» (جبل).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   07 آداب وأخلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend