بين صلة الرحم وطاعة الزوج

عمي مريض جدًّا، ولم أزره، وعندما زاد مرضه بعد سنوات إلى الاحتضار علمت بذلك ولم أزُره، وعندما توفي لم أحضر إلا بعد دفنه، وكل هذا لأني أخاف من زوجي، وأعلم أنه لا يحبُّ هذا، مع العلم أنه متديِّنٌ ويحفظ القرآن.
هل أنا آثمة في ذلك؟ وهل يجب علي طاعتُه؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق(1)، وأقصد هنا صلة الرحم أم طاعة زوجي أولى؟

__________________

(1) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «أخبار الآحاد» باب «ما جاء في إجازة خبر الواحد» حديث (7257)، ومسلم في كتاب «الإمارة» باب «وجوب طاعة الأمراء في غير معصية» حديث (1840) من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه بلفظ: ««لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ الله إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْـمَعْرُوفِ»».

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد كان يلزمُك مراجعة زوجك في ذلك بالمعروف، ولا تكتفي بمجرد معرفتك بكراهيته لذلك؛ فإن للنفوسَ إقبالًا وإدبارًا، وقد تصادف المحاولة في بعض الأحيان نفسًا مُقبلة فيستجيب لك، ويسمح لك بزيارته وصلته؛ فإن استفرغت وُسعك في المحاولة فقد برئت ذمتك وتناط به هو التبعة والمسئولية.
وأيًّا كان الأمر لقد أصبحت هذه القضية تاريخًا بوفاة عمك :، وبقي الدعاء له والاستغفار له والصدقة عنه، والبقاء على طاعة الزوج مع دوام المناصحة. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend