توفي والد زوجي منذ حوالي خمسة أشهر، وهو عمي أيضًا، بعد وفاته ترك زوجة عمي وحدها بالبيت بعد زواج أبنائها جميعًا, عرضت على زوجي السكن مع أمه، وبعد أن شرح لي ما يمكن أن يواجهني بالسكن في بيت العائلة وافقت.
لم أكن أتصور أن الأمر سيكون بهذه الحال، أُشهد الله أن أم زوجي امرأة طيبة، ولكني لا أشعر بأن لي حياة خاصة، لا أستطيع أن آخذ راحتي في البيت، لا أستطيع أن أتزين لزوجي، وبدأت المشاكل بيني وبين زوجي، ولم يمضِ على زواجنا سوى سنتين ونصف.
سؤالي: أني أريد الاستقرار، وأريد أن أكون في بيت وحدي، ولكني أخشى أن أكون قد دفعت زوجي لعدم بِرِّ أمه، لا أريد أن أتحمل هذا الذنب، أريد الحل الشرعي لو سمحتم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد أحسنت إذ عرضتِ على زوجك الإقامة مع أمِّه ليكون ذلك أعون له على برها، ونرجو ألا تَنقُضي هذا العمل الصالح الجميل، فاجتهدي في التكيُّفِ مع هذا الواقع قدر الطاقة، واستشعري معنى الاحتساب وثواب الصبر والبر، فإن ذلك مما يهون من مشاق الطاعة ويخفف من ثقلها على النفس، فإن وصلت في ذلك إلى طريق مسدود، ورأيت أنه لا سبيل إلى استدامة هذه المخالطة، وأن هذا يسبب لك فتنة في دينك ودنياك فأتمري في ذلك بينك وبين زوجك بمعروف، لكي تصلا إلى كلمة سواء، وقد لا تتعين الإقامة مع الأم سبيلًا إلى برها، اللهم إلا إذا كانت في حاجة إلى رعاية خاصة لأسباب طبية، ويستطيع الزوج أن يتعهد أمه- إن استقلت في بيتها- في غُدُوِّه ورواحه، وأن يتخذ لها سكنًا بجواره أو أن يتخذ له مسكنًا بجوارها، فتقضيان معها معظم الوقت ثم تأوين إلى خصوصيتك مع زوجك في نهاية المطاف.
إن ظني بهذا الزوج الإنصاف؛ لأنك عندما عرضت عليه الإقامة مع أمه في بيت العائلة شرح لك- كما تقولين- ما يمكن أن يواجهك بالسكن في بيت العائلة، فأتمري بينك وبينه بمعروف، وستصلان إلى صيغة مرضية بإذن الله. والله تعالى أعلى وأعلم.