الاستمناء خشية الوقوع في العنت

أنا أعيش في سان فرانسيسكو بأمريكا، وكنت أسأل:
إذا كنت أغض بصري وأحاول ألا أتعرض للفتن، لكن أحيانًا تتمكن مني شهوتي ولا أستطيع حتى التركيز في دراستي، هل يحل لي الاستمناء في هذا الوقت دون مشاهدة أي شيء حرام؛ لكي أتخلص من أسر هذه الشهوة؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الأصل في الاستمناء الحرمة؛ لقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُون﴾ [المؤمنون: 5 – 7].
فكل استفراغ للشهوة خارج إطار الزوجية أو ملك اليمين محرَّم بنص هذه الآية، وعلى من يستطيع الباءة أن يُبادر إلى الزواج؛ فإنه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فليستعفف وعليه بالصوم فإنه له وِجاءٌ(1).
يبقى أن للضرورات حكمها، فمن خشي الوقوع في العنت، ولم يكن له سبيل إلى الخلاص من الوقوع في الفاحشة إلا بالاستمناء، فلعل ذلك يدخل في إطار الرخصة. والله تعالى أعلى وأعلم.

____________________

(1) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «النكاح» باب «من لم يستطع الباءة فليصم» حديث (5066)، ومسلم في كتاب «النكاح» باب «استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه» حديث (1400) من حديث عبد الله بن مسعود، بلفظ: يَا« مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 07 آداب وأخلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend