استيلاء القائمين على مسجد الرصيف الملاصق له وضمه إليه

استولى بعض القائمين على شئون مسجدنا على الرصيف الملاصق للمسجد والبناء عليه؛ بحجة التوسعة وبإذن من مالك العمارة المجاورة وهو نصراني, بل وأوصلوا الكهرباء لهذه التوسعة ومكيفات الهواء من كابينة الكهرباء التي بالشارع بدون عداد كهربائي وبدون علم شركة الكهرباء. وأصبح مكان الإمام والمنبر في هذه التوسعة.
والسؤال: هل يجوز لي الصلاة في هذه التوسعة؟ خاصة أنني أصلى بالناس إمامًا عندما يغيب الإمام الراتب؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الولاية على الأرصفة والمرافق العامة للدولة، فهي مملوكة للجماعة، ويمثلها السلطان القائم، أو الدولة المسلمة القائمة على تصريف الأمور، ولا يجوز لأحد أن يفتات عليها، ويستولي على أرض ويضمها إلى المسجد، ثم يستخدم الكهرباء دون الرجوع إلى الجهات المختصة، ففي هذه القطعة المضافة شُبهة الغصب، وقد اختلف الفقهاء في صحة الصلاة في الأرض المغصوبة، ولكنهم لم يختلفوا في إثم من يفعل ذلك، فإن من قالوا بصحتها قالوا بصحتها مع الإثم، فقد نقل النووي رحمه الله حرمة الصلاة في الأرض المغتصبة بالإجماع(1).
وإنما قلت بشبهة الغصب؛ باعتبار أن الدولة مسئولةٌ عن صيانة المساجد وتوسعتها وإنارتها، ولولا ذلك لجزمنا بالغصب.
والرأي عندي أن تُبادر إلى السعي لتوفيق الأوضاع مع الجهات المسئولة خروجًا من الشبهة واحتياطًا للدين، ويعلن أن هذا هو الشرط لاستدامة هذا الجزء واستباحة الصلاة فيه. والله تعالى أعلى وأعلم.

______________________

(1) «المجموع شرح المهذب» (3/164).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   07 آداب وأخلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend