ما حكم استعمال المسبحة في التسبيح- أي بعد الصلاة- للتذكير أو غيره؟ وهل التسبيح يكون على الأنامل أم على جميع عقد الأصابع؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
الأصل في التسبيح أن يعقد بالأنامل؛ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم  يعقِد التسبيح بأنامله، وقال للنساء: «سَبِّحْنَ بِالْأَنَامِلِ؛ فَإِنَّهُنَّ مُسْتَنْطَقَاتٌ وَمَسْئُولَاتٌ»(1).
وعقد التسبيح على الأنامل أو على عقد جميع الأصابع فإن الأمر في ذلك واسع.
وقد وردت في فضل المسبحة جملة من الأحاديث لا ترقى إلى مستوى الاحتجاج بها، ولكن لا حرج في استخدامها المسبحة إن حسنت فيها النية، ولم يقصد بها الرياء والسمعة، وقد أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية :، بقوله: «وأمَّا التسبيحُ بما يجعل في نظام من الخرزِ ونحوِه، فمن الناس من كَرِهَهُ، ومنهم من لم يكرَهْه، وإذا حسنت فيه النيةُ فهو حسن غير مكروه، وأما اتخاذه من غير حاجة أو إظهاره للناس مثل تعليقه في العنق أو جعله كالسِّوار في اليد أو نحو ذلك، فهذا إما رياء للناس أو مَظِنَّة المراءاة ومشابهة المرائين من غير حاجة، الأول محرم، والثاني أقل أحواله الكراهةُ»(2). والله تعالى أعلى وأعلم.

ــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (6/370) حديث (27134)، وأبو داود في كتاب «الصلاة» باب «التسبيح بالحصى» حديث (1501)، والترمذي في كتاب «الدعوات» باب «في فضل التسبيح والتهليل والتقديس» حديث (3583) من حديث يسيرة رضي الله عنه ، وحسنه الألباني في «مشكاة المصابيح» حديث (2316).
(2) «مجموع الفتاوى» (22/506).